والأحاديث لاتنضب عن الهوى
والأحاديث لاتنضب عن الهوى |
《الحب》
و بعيداً عن كلِّ الفلسفات ، و كلِّ الدراسات ، و كلِّ الأبيات و الروايات ..
الحب يزداد مع الزمن .. و يبقى محافظاً على رونقه الخاص حتى و لو فقد الإنسان عقله ..
و لو دفنا حبيبنا بين أيدينا .. سيبقى حياً في ذهننا و نبضنا و قلبنا و تفاصيلنا ..
فلا تظن أيها العاشق العظيم ..
أنَّ الحبَّ ذاكرته قصيرة المدى ، أو نزوة عابرة شهوانية ، أو سحابة صيف مؤذية ... فهذا ليس حباً ..
بل هو نخلةٌ تزرع في صحراء حياة الآلام ..
و وطنٌ يدوم مع تاريخ الأقوام ..
و سحابةٌ خيريّة ، تهطل بالشتاء ، لتفيض العطاء للناس و الأيام ..
《الحبُّ أقوى من أيِّ عقل .. أقوى من الذاكرة》
الحبُّ هو الذي قاد مجنون ليلى ، لصيبح مجنوناً و يفقد صواب عقله ..
الحبُّ هو الذي جعل عنتر يبحث في كلِّ مكان و يكتب المعلقات ، و يصبح مجنوناً و يفقد صواب عقله ..
الحبُّ هو من جعل أناس عظماء تفقد حياتها دفعاً عنه و تضحيةً من أجله ...
هنالك حديث نبوي يقول :
" عن إبن العباس رضي الله عنه قال ، أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلم : من عشق و كتم ، و عفَّ و صبر .. غفر الله له و أدخله لجنة ! "
و في روايةٍ أخرى :
من عشق ، فعف فمات .. فهو شهيد .
يا سيدي القلوب و المشاعر و المحبة أقوى من أيِّ سلاح ..
لو أحببت وطنك تصبر عليه و لو كنت تلعق الرمال به ، ستتذمر ، ستشكي ، ستبكي .. لكنك ستبقى لأجل حبك له .. فمن رأى الشآم و هي في صباها و شبابها ، سسفهم تماماً ما أقوله ..
لو أحببت زوجتك تصبر عليها لو شاءت الأقدار و احترقت من أخمص أقدامها إلى آخر شعرة في رأسها .. و حتى و لو كانت ملحدة .. ستصبر عليها .. لو عشقتها .
لا يمكن لعلاقات السامة أن تكون حبّاً ، فالعلاقة المريضة ليست سوى سمٌّ للإنسان ، قد تجعله عبداً دون أن يشعر فيفقد ذاته و طموحاته و حاضره و ماضيه و مستقبله ..
فالحب إذا لامس روحك .. احتّل القلب و العقل و الكيان ..
و أصبحت لا ترى عداوة و لا كراهية ، فما أجمل القلب المملوء بالحب و الخير !!
أخبرني عن الحب ..
أخبرك عن السلام عن التفاهم و الإحترام ..
أخبرني عن الحب ..
أخبرك عن العتب عن التقبّل و الوصال ..
فالمحب لا يؤذي ..
لا يقتل ...
لأنَّ الأذى الجسدي قد ينسى مع الوقت .. لكن سيف الكلمات لا يلدغ .. بل يذبح .
فلا تنسوا .. أنّه أحياناً ..
(( الصمت هو قطرة الندى الوحيدة و المتبقية لإنقاذ ياسمينة الهوى .. ))
بقلمي شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك