ياسمينٌ يصفّق بحسرة ..وأرواح ٌ ترقص بدل العثرة
ياسمينٌ يصفق بحسرة .. وأرواح ٌ ترقص بدل العثرة |
دمشق ٢٠٢١ ..
ظلامٌ دامس ، لكنَّ قلوبنا كانت كفيلة لإنارة طريقنا ،بلهيب عشقها ..
- أتعلم .. كنت أنتظر هذه الليلة منذ ذلك اليوم ..
- تقصدين قبل خمسة عشر عاماً ؟!
بالضبط .. كنا على الأقل جالسان في عزِّ صبانا ، تمام الساعة الثانية ليلاً ، في قهوة النوفرة و نسمع الشقيقة أم كلثوم ..
و بدأت تدندن أغنية قديمة ، مرَّ على سماعي إياها .. سنيناً من العمر .. و دهراً من السلم ..
《 و قابلتك أنت .. لقيتك .. بتغيّر كل حياتي .. ما عرفش ازاي حبيتك .. يا حياتي 》
قلت لها مازحاً : ألا يعجبك الرصيف يا إبنة السلطان ؟
قهقهت بعفويّة : إن كنا الآن في الخامسة و الأربعين من العمر ، و الساعة أمست العاشرة ، نجلس على الرصيف ..
في الخمسين ... أين سنجلس ؟!
- في القبر !!!
- نهضت برشاقتها المعهودة ، و الغريبة أيضاً ، و قالت بتذمّر :
يقولون عن النساء ملكات النكد ، إنظر الآن من هو إمبراطور به !!!
ضحكتُ من قلبي ، فلا شيء في هذا الألم يضحكني سوى تعابير وجهها الطفوليّة الغاضبة ..
(( و لا شيء يقتلني سوى نظرتها الحزينة القاتلة ))
أمسكتُ يدها ، و سرنا معاً .. إلى وجهةٍ مجهولة ...
- هذا ليس ظلام بلادنا .. بل أعدائنا ...
- أسفي الكبير على الجيل القادم ..
- بل الأسف الأكبر على الجيل الحالي ، فالقادم البعيد قد يكون خيراً ..
لكن أبناء اليوم .. يُقتلون إنسانياً ..
- هل سنبقى نتحدّث عن هذا الوضع ؟ ماذا عن حبنا العتيق ؟
- و كيف لهذا الحب أن يفنى ؟
و قد بدأتْ أعظم قصص الهوى في التاريخ ، فالعشق ها هنا .. نبتَ ، و كبر ..
- و هرِم ....
- ربما ، لكن لابدَّ أنَّ له أبناء سيكملون دربه ..
- بطرقهم الغريبة التي أفسدت رونقه ..
- بل واقعهم من فعل هذا .. و غالبهم من رضوا الرضوخ له ..
- قد يكون لا حلَّ أمامهم ..
- سوى الهرب من المرار ، إلى كلمة قدسيّة القرار ...
خطفتُ جسدها ، ليلتصق بجسدي ، و تقترب راوائحنا الدمشقيّة من العطر الندي :
و كيف لنا أن نعلّم جيل الأرقام الالكترونيّة ، أنَّ اتفاق الأرواح السرمديّة .. ظاهرٌ حتّى على الأنفاس ..
إبتسمتْ ببراءة الأطفال ، لتدندن بصوتها العذب آخذ الآمال :
《 يلي ظلمتوا الحب ، و قلتوا و عدتوا عليه .. قلتوا عليه مش عارف ايه ، العيب فيكم .. يا بحبايبكم .. أما الحب يا روحي عليه ...
و طبعتْ قبلتها الغراميّة ، لتكمل : يا روحي عليه ..
و بدأنا نرقص معاً ، و نغني معاً ..
و بقايا مدينتنا .. ياسمينٌ فوّاح ... يصفق لنا ..
بقلمي شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك