مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/19/2021 06:02:00 م

  مراحلي كلّها .. تنتهي عند مرحلتك ..

مراحلي كلّها .. تنتهي عند مرحلتك ..
مراحلي كلّها ..تنتهي عند مرحلتك ..

أذكر أنَّ قصّتي بدأت للمرّة الأولى ..

عندما كنتُ طالباً في المدرسة , تلك المدرسة الشعبية المتواضعة , التي كانت عبارة عن حشر ثلاثة أو أربعة طلاب أمام بعضهم , و صنع الكثير و الكثير من الأصدقاء , في يومٍ واحدٍ فقط ..

كنا نتشارك معاً كلِّ شيء , الممحاة , قلم الرصاص , الكتب , الدفاتر .. حتى المشاجرات ما بين الاثنين .. كنّا نتشاركها .. و بطريقةٍ طفولية , عندما يعلن جرس الإستراحة نفسه , و نركض في الأبنيّة هاربين لفسحة اللعب .. هنا تماماً كنا ننسى كلَّ شيء .. و نتصالح ..

كانت قلوبنا نظيفة لدرجة أننا ننسى سبب عراكنا ..

سنة ٌ تتبعها الأخرى , تكبر معها همومنا , إتخاذ قرار يحدّد مصيرنا , و نبدأ شيئاً فشيئاً , باعتزال قارب النجاة , و السباحة في بحر الحياة .. على أمل الوصول لبرِّ الحلم و الطموح .. واثقين بقدراتنا , متناسين أقدارنا المكتوبة .

أيلول هو شهر المدارس اللطيف و الحنون ,

 أيلول الجامعات غريب , يصعب تصنيفه أو إطلاق صفة عنه ..

فقد أصبحت الحياة سيلاً من القلق اللامتناهي , الشوارع مزدحمة , و المكان يكاد أن ينفجر , يريد أن يتنفس بين زحمة هذه البشر المتواجدة من كلّ المحافظات و المناطق و الأديان و الأعمار ...

كانت سنواتنا الدراسيّة صادقة و بريئة .. و رحيمة ... رحيمةٌ جداً بنا رغم صعوبتها .. إلا أنها أفضل من هذه السنوات الحالية , و التي لربما لاحقاً .. سنقول عنها .. أنها الأفضل ..

و جاءت مصدر إلهامي , إقتحمت عالمي .. و كانت هذه بدايتي الثانية .. 

فبدايات الحياة نادرة , و لكلّ مرحلة .. بداية واحدة فقط ..

دغدغت فؤادي بضحكتها الناعمة و الواضحة , شعرتُ بإمساكي للمجرّة الكونيّة في كلِّ مرةٍ أصافحها , بمجرّد سماع صوتها تجتاحني رغبة عارمة بالغوص به بحةً بحة .. و إبتسم بدفءٍ لمجرّد أو ذكر أحدهم لإسمها حتى و لو لم تكن المقصودة ...

 فُتنتُ برائحة شعرها المسترسل غالباً حتى في عزِّ الجوِّ الحار , و عطر الياسمين الفوّاح من كل قطعة بجسدها , أحببتُ المطر , و الشعر , و الغزل .. أدمنتُ على القهوة , أنام على موسيقا رومنسيّة , و أستيقظ على |فيروز| العشقيّة ..

لا أتتبعها كالمجانين , لكنَّ روحي تطاردها و كأنها مجرمٌ هارب من قلعة غرامي , أصبحتُ أقدّر الوقت كثيراً , و أنظر لتفاصيلٍ صغيرة , و أحلل إيماءة الرأس و نظرة العين ...

لقد غيّرتني .. غيّرتني تلك الفاتنة ... و سجنت بقايا أملي و شغفي ...

جعلتني أغرق في بحار العيون ، و أحلّق في عنان سماء الجفون   ..

و يا أهلاً و سهلاً .. بهذا الضياع و الهلاك ..

حدّثتُ صديقي عنها ، نصحني ألا أتوّرط بالحريق ..
و ماذا يفقه ؟!
و هو على اليابسة ، يسدي نصائحاً ممتازة عن كيفيّة الهروب و السباحة كي لا أصبح غريق ..

و الأمور بأعماقي تغرق ، و تغرق ، و تغرق .. لما بعد قاع المحيط .. نفسٌ بشرية لا تفقه بصطلح " النهاية " حرفاً من الأبجدية ..

و تطورّت الأيام .. و بات الأرق يسيطر على جسدي ، و عقلي .. و يحتل أفكاري ..
و الأيام القاسية تقف إلى جانبي ، يداً بيد .. كي لا أشعر بوحدي ...

كنت أنتظر إشارةً منها .. كي أرمي روحي بين يديها ..

و جاء هذا اليوم .. اليوم الّذي إختصرت به جميع مصطلحات الحب ..  

بإرتباكها الأنثوي ، و هي تحاول إعطائي محاضراتها ،
وجدتها الفرصة الوحيدة لكسر حاجز الأوهام ..

حرّكتْ ما بداخل السنين .. لتعلن كلمة " أحبك " بداية عشق الحالمين ..

دون وعٍ بما هو قادم .. و لا يهم .. طالما أننا معاً نحارب هذا العالم الحزين ..

بقلمي شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.