الطاقة النووية في العالم العربي - الجزء الأول
الطاقة النووية في العالم العربي - الجزء الأول |
ما هي الطاقة النووية؟
تتكون |المادة| من ذرات، وتحتوي |الذرات| على نواة وإلكترونات، وتتألف |النواة| من بروتونات موجبة الشحنة ونيوترونات عديمة الشحنة.
ما يجذب |البروتونات| والنيوترونات إلى بعضها البعض ويجعلها متراصة ومتماسكة هو طاقة عالية جداً تسمى الطاقة النووية وهي أكبر بكثير من |الطاقة الكهربائية| التي تدفع البروتونات إلى التنافر والابتعاد عن بعضها.
تميل أنوية الذرات إلى أن تكون بحجم متوسط لأن ذلك يجعلها أكثر استقراراً، ولذلك نجد بأن الأنوية الصغيرة تندمج مع بعضها لتصبح متوسطة الحجم وتصبح مستقرة، أما الأنوية الكبيرة فهي قابلة للإنشطار إلى أنوية أصغر ما يجعلها متوسطة الحجم ومستقرة أكثر.
في عملية إندماج الأنوية تتحد النوى الصغيرة مثل نوى الهيدروجين والهيليوم وغيرها فتُنتج أنوية أكبر وتستمر عملية الإندماج حتى يتم الحصول على نواة الحديد المتوسطة وهذا ما يحدث تلقائياً في |النجوم|، أما عملية الانشطار فلا نجدها في الطبيعة بل في |المفاعلات النووية| أو في القنابل النووية وفيها تنشطر النوى الكبيرة إلى نوى أصغر.
في كلتا عمليتي الإندماج والإنشطار النوويتين تنتج كَمَيَّة كبيرة من |الطاقة| بسبب تحوّل جزء من كتلة النواة إلى طاقة.
المفاعلات النووية:
تعمل المفاعلات النووية على قذف نواة اليورانيوم بنيوترون سريع ما يؤدي إلى تكسير تلك النواة وإنتاج أنوية أصغر وتحويل جزء من كتلة النواة إلى طاقة، كذلك تتحرر بعض النيوترونات التي تقوم بتكسير أنوية أخرى وهكذا، وهذا ما يسمى بالتفاعل المتسلسل.
يتم في المفاعل النووي إدخال قضبان من |اليورانيوم| في قلب المفاعل بحيث يحيط بتلك القضبان نوعان من المادة:
المادة الأولى:
تقوم بضبط |التفاعل النووي| لأن عملية تكسير نواة اليورانيوم إلى نواتين ينتج عنه المزيد من النيوترونات التي تقوم بقذف أنوية أخرى ضمن سلسلة من |التفاعلات النووية| التي تضمن استمرار عمل المفاعل وإنتاج الطاقة، ولكن المشكلة تكمن في أن تلك النيوترونات الناتجة عن عملية الإنشطار سريعة جداً فلا بد من إبطائها لكي تبقى تحت السيطرة وهنا يأتي دور المادة الأولى في تخفيض سرعة النيوترونات.
المادة الثانية :
هي |الماء|، ومهمة الماء هي امتصاص |الحرارة| الناتجة عن عملية الانشطار وإعطائها إلى محرك بخاري يدور بفعل الضغط الناتج عن بخار الماء المتكون بسبب تلك الحرارة القادمة من المفاعل.
فيمكن القول بكل بساطة بأن المفاعل النووي يقوم بتوليد |طاقة نووية| ناتجة عن إنشطار الأنوية ثم تحويل تلك الطاقة إلى طاقة حرارية ثم تحويل تلك الطاقة الحرارية إلى طاقة حركية يمكن استخدامها لعدة أغراض مثل |توليد الكهرباء|.
ما يميز الطاقة النووية عن غيرها هي أنها رخيصة نسبياً فمعظم التكلفة تقع على بناء المفاعل ولكن بعد ذلك يصبح إنتاج الطاقة النووية غير مكلف، وكذلك تتميز الطاقة النووية بأنها طاقة نظيفة فهي لا تنتج أي غازات أو نواتج تضر بـ |البيئة|، ولذلك نجد الكثير من دول العالم تسعى إلى استبدال الطاقات |الأحفورية| القائمة على النفط والفحم والغاز بما يسمى بالطاقات النظيفة أو |البديلة| ومنها الطاقة النووية.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك