- الجزء الأول -
كثيراً ما تبهرنا البرامج التلفزيونية وأفلام السينما وبعض العروض التشويقية بما تقدمه من أمورٍ تبدو خارقةً لأنها غير مألوفة بالنسبة لمعظمنا، وخاصةً ما يتعلق بألعاب الخفة التي يعتقد الكثيرون منا بأنها من أعمال السحر والقدرات الخارقة،
ولكن من يبحر في هذا المجال ويغوص خلف خفاياه يدرك سريعاً بأن كل ما يحدث هو ألعاب خفة وخداعٌ للعقل وخاصةً للبصر
فإنه من السهل جداً خداع البصر والدماغ أيضاً.
ولعل ما انتشر حول ظاهرة التنويم المغناطيسي لا يقل تشويقاً وتزييفاً عن أعمال السحر
فدعونا نتعرف حقيقة هذه الظاهرة.
في البداية يجب التنويه
إلى أن تسمية التنويم المغناطيسي ليس لها أي أساس من الصحة، فلا توجد أية علاقة بين القوة المغناطيسية وظاهرة التنويم التي سنتحدث عنها.
بل إن العملية ليست عملية تنويم أصلاً ومن يخضع لها يبقى واعياً ومدركاً لكل من حوله.
يفضل الباحثون في هذا المجال تسمية هذه العملية بالتنويم الإيحائي رغم أن من يخضع لها يبقى واعياً ولا ينام ولا يدخل في حالة من الغياب عن الوعي أبداً،
ولكن أصل التسمية اللاتينية يعني النوم.
لا بد لمن يريد القيام بهذه العملية من أن يكون مدرباً ومؤهلاً بشكل جيدٍ جداً
وأن يدرك الخطوات التسلسية الصحيحة التي سيقوم بها لكي يستجيب له الشخص المتطوع أو الراغب بتجربة التنويم الإيحائي
مع العلم أن الكثير من الأطباء النفسيين يستخدمون بعض مهارات التنويم الإيحائي لإدخال المريض في حالة من الهدوء والسكينة الروحية لكي يتمكن من البوح بكل ما يختلج في نفسه
لأن ذلك ضروريٌ جداً لنجاح العلاج النفسي، كما يستخدمونها في علاج بعض الحالات النفسية التي سنذكرها لاحقاً.
يجب على من يخضع لهذه العملية أن يكون مقتنعاً بجدواها فعليه أن يكون مسترخياً تماماً و أن يغمض عينيه ويصفّي ذهنه ليدخل في حالةٍ تشبه النوم ولكنه يبقى محتفظاً بإرادته بشكلٍ كامل بحيث يستطيع التوقف متى يشاء،
أما ما يقوم به المنوّم (المعالج) فهو فصل جزء من الدماغ المسؤول عن الوعي و التركيز عن كل شيءٍ آخر
بحيث يصبح تركيز الشخص عالياً جداً لدرجة تجاهل كل ما هو خارج المجال الذي سيركز عليه.
يتلخص عمل المنوّم بمحورين أساسيين:
المحور الأول
هو حث الشخص للوصول إلى حالة ذهنية معينة من أجل التركيز على مسألة محددة وتحريض دماغه على التفاعل والتجاوب مع كل ما يطلبه منه.
المحور الثاني
يقوم على اقتراح المنوّم لتصورات معينة و تفاصيل محددة بحيث تمكنه من إيصال أفكارٍ محددة للشخص الخاضع للتنويم.
"إقرأ المزيد "...لتعرف أكثر ...
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك