- الجزء الثاني -
في بدايات القرن العشرين بدأ العلم يولي اهتماماً متزايداً بمثل هذه الظواهر و الإدعاءات
وكثرت الدراسات المهتمة بها في النصف الثاني من ذلك القرن ولكن الاهتمام بها بدأ يخف حتى كاد يتلاشى في نهاية القرن الماضي لأنه تبين بأن معظم تلك الظواهر هي إما مجرد خدع وادعاءات أو أنها مجرد تهيؤات لأشخاص عانوا من تجربة قاسية بشكلً أو بآخر.
علمياً ...
لا يمكن الإعتراف بأي نتيجة إلا بتجربتها وتكرارها و التحقق منها ولكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي ظاهرة خارقة للطبيعة بشكل علمي و أمام المختصين ليتبينوا صحتها وعندما طلب بعض العلماء من أشخاصٍ يدعون إمتلاكهم لقدرات خاصة أن يقدموا أي عرض يثبت ادعاءاتهم لم يستطيعوا فعل شيء.
أما مقاطع الفيدو ...
التي قد تنتشر وتعرض مثل هذه الحالات فهي لا يمكن أن تكون دليلاً على شيء لأن العبث بها أمرٌ سهلٌ و واردٌ جداً.
بعض الأشخاص اشتهروا في فترةٍ ما بامتلاكهم قدراتٍ خارقةٍ وأدّوا بعض العروض أمام حشدٍ من الناس ونالوا شهرةً واسعةً ثم تبين فيما بعد بأن كل ما قدموه كان مجرد خدعة وأحياناً يكون الجمهور نفسه جزءاً من العرض و الخدعة.
ولا ننسى هنا العروض الترفيهية المعروفة بعروض السحر و خفة اليد و التي قد تبدو خارقةً للطبيعة ومقنعةً جداً ولكنها تقوم بمجملها على حقائق محددة وتستخدم خدعاً معينةً تشد انتباه الناس نحو ما تريد وتبعد أذهانهم عن حقيقة ما يجري؟
كذلك يجب التذكير
بأن الدماغ البشري ينخدع بسهولةٍ وخاصةً من حيث ما يراه وما يعتقد بأنه يراه.
إن الكتب الصادرة حول هذه الظواهر
التي حاولت رصدها وتقديمها بطرقٍ علميةٍ منهجيةٍ قليلةٌ جداً, وإن استطاعت تفسير بعض الظواهر من ناحية نفسية تعود لظروف الفرد وعوامل نشأته ومعتقداته الدينية
والمؤثرات الكثيرة التي قد تجعله يعتقد بمثل هذه الظاهر فإنها لم تقدم تفسيراً علمياً لمعظم الحالات ولم تكن مقنعةً في كثيرٍ من الطروحات والمقترحات التي قدمتها.
بعض الدراسات تقول بأن
معظم الناس وحتى المثقفين منهم لديهم أخطاء شائعة في منهجية التفكير
فالناس غالباً ما يميلون إلى تصديق ما يعتقدون بأنه صحيح ما يجعلهم يغفلون أو يتجاهلون بعض الحقائق التي قد تغيب عن أذهانهم لأنها لا تتفق مع ما يؤمنون به,
وكذلك فإن دماغ الإنسان بطبيعته يخزن المعلومات التي تتناسب مع طريقة تفكيره ويتجاهل ما يختلف معها, فكثيرٌ من الناس يتذكّرون تفاصيل دقيقةً لقصصٍ تهمهم وينسون قصصاً كاملة غير مهمّةٍ بالنسبة لهم وهذا ما يعرف بالذاكرة الانتقائية,
وكذلك نجد أشخاصاً يُظهرون ذكاءً نادراً في قضايا محددة من نوعٍ ما بينما يبدو ذكاؤهم محدوداً جداً في قضايا أخرى.
ما يعني أن اهتمامات الشخص ومعتقداته وطريقة تفكيره و عوامل أخرى كثيرة تؤثر فيما يراه وما يعتقده و يؤمن به.
"إقرأ المزيد" ...
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك