مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/28/2021 10:39:00 م

 كيف نفهم ونفسر حقيقة الوعي البشري؟ - الجزء الثاني


كيف نفهم ونفسر حقيقة الوعي البشري؟ - الجزء الثاني
كيف نفهم ونفسر حقيقة الوعي البشري؟ - الجزء الثاني


تتمة لما تكلمنا عنه سابقاً حول كيف نفهم ونفسر حقيقة الوعي البشري؟

ما هي الاختبارات التي أجريت لتبين حقيقة |الوعي|؟

قام أحد علماء الرياضيات والفيزياء ويدعى الن تورينغ بإجراء اختبار لمعرفة مدى وجود وعي لدى الآلة ،معتمداً على فهمه للوعي فهو يعتقد بأن الآلة تصبح واعية إذا استطاعت اقناعنا بأنها ليست آلة، فقد طرح تجربةً طريفةً تقتضي طرح أية أسئلة قد تخطر على بال أي شخصٍ على آلة بشرط أنه لا يعرف ما إذا كان من سيجيب على هذه الأسئلة بشرٌ أم آلة ثم جعل ذلك الشخص يأخذ وقته في الأسئلة وإذا لم يستطع أن يحدد هل المجيب بشر أم آلة فعندها ستكون الآلة واعية حقاً.

علماء آخرون يرون بأن اختبار تورينغ ليس كافياً فهو قد يعطي انطباعاً بأن الآلة تمتلك وعياً بسبب المعلومات الكثيرة التي تمتلكها ولكنه لا يؤكد ذلك.

فيلسوف أمريكي يدعى جون سير يرى بأن قدرة الآلة على القيام بأي عمل لا يعتبر دليلاً على وعيها فهي تقوم دائماً بما برمجت للقيام به ولا تستطيع الخروج عن ذلك أبداً.

يقترح أحد العلماء بأننا نستطيع القول بأن الآلة أصبحت واعية عندما تستطيع أن تحلل مسائل فلسفية معينة، ولكن اقتراحه لم يقنع الكثيرين بحجة أنه يمكن برمجة الآلة لتكون فيلسوفاً بشكلٍ أو بآخر.

علماء آخرون رأوا الوعي على أنه مسألة نفسية وطبية بدليل أن الوعي يعمل حتى أثناء النوم وهوما يسبب الأحلام ما يعني بأن الوعي مسألة نفسية وللبت بذلك الأمر يجب أولاً فهم آلية الأحلام وكيفية حدوثها ويجب الإجابة على السؤال القائل: هل يكون الإنسان غير واعٍ عندما يكون نائماً؟ 


وسؤال آخر يطرح نفسه : 

هل يفقد الانسان وعيه في حالات الاغماء؟ أو عند تعرضه لحالة ذهنية ما مثل الصرع مثلاً؟ وهل يتغير وعي الانسان المصاب بحالة انفصام الشخصية عندما ينتقل عقله من شخصية إلى أخرى؟ وهل تؤثر الأدوية الكيميائية و الصدمات الكهربائية على وعي الانسان؟ وتساؤلات أخرى كثيرة توحي بأن الوعي شيء مادي مرتبط بآلية عمل الخلايا الدماغية.

ولا ننسى وجود الكثير من المؤثرات الخارجية التي تصل إلى ادمغتنا ولا ندركها مثل الأمواج فوق الصوتية وتحت الصوتية والأمواج الكهرطيسية المختلفة وكل ذلك قد يؤثر على وعينا بشكلٍ لا يمكن التنبؤ به أو حتى رصده ودراسته.


حادثة غريبة

 وقعت فعلاً أدت إلى عطبٍ ما في الدماغ لدى أحد الأشخاص جعلته يفقد الرؤية ولكن التشخيص الطبي لحالته أكد بأن جزء الدماغ المسؤول عن الرؤية سليم ما يعني أنه يجب أن يرى ولكنه لا يعي بأنه يرى، فأجريت عليه تجربة بعرض جملة من الصور أمامه وقد تمكن من تسمية معضم ما يراه مع أنه يقول بأنه لا يرى، ما أكد أن دماغه يرى ولكنه لا يعي أنه يرى


يمكن تقسيم الوعي إلى مستويات: 

المستوى الأبسط من الوعي

 يتواجد لدى مختلف الكائنات الحية وهو ما يجعلها تدرك ذاتها وما يدور حولها.


 الوعي المركب

 فهو موجودٌ لدى البشر فقط.


 الوعي الأسمى 

وهو متاح لبعض الأشخاص فقط ويحتاج إلى الكثير من التدريب والتأمل و المعرفة لبلوغه.


خلاصة القول بأن الوعي لا زال أمراً مبهماً لم تكتمل دراسته للوصول إلى فهمه ولكن معضم علماء العصر الحديث يرون ضرورة دراسته على أنه حالة دماغية مرتبطة بسلامة الدماغ ولكنه أيضاً يمتلك بعداً نفسياً فهو يتأثر كثيراً بالمشاعر والمعتقدات. 

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.