- الجزء الثاني -
يمكن القول بأن التنويم الإيحائي هو عملية طبية وعلمية لها أسسها وقواعدها وتطبيقاتها وقد أدت إلى نتائج جيدة في كثيرٍ من العلاجات النفسية مثل الإقلاع عن التدخين،
أما ما نراه من أفعالٍ غريبةٍ يقوم بها بعض المؤدين أمام الجمهور فهي كلها مجرد عروضٍ ترفيهية وتجاريةٍ لا أكثر،
وحتى لو حدثت أمام جمهورٍ كبيرٍ فإن ذلك الجمهور غالباً ما يكون جزءاً من العرض أي مشتركٌ فيه.كما ذكرنا في"الجزء الاول "
الدراسات العلمية التي أجريت حول ظاهرة التنويم الإيحائي كثيرة جداً وقد أدت إلى نتائج كثيرة بحيث كتبت حولها أبحاثٌ وكتبٌ كثيرة ولكن العلماء لم يجمعوا على فوائدها بشكلٍ عام،
ولكن الدراسات التي أجريت أكدت تأثر أجزاءٍ من الدماغ بهذه العملية بحيث أظهرت نشاطاتٍ و انفعالتٍ معينة لدى أجزاء محددة من الدماغ.
ما هي مجالات استخدام التنويم الايحائي؟
من أكثر المجالات التي أظهرت هذه العملية نجاحها فيها هي حالات الإدمان على الكحول والإقلاع عن التدخين،
فالطبيب النفسي ديفيد شبيغل المختص بالتنويم الإيحائي و العامل في كلية الطب في جامعة ستانفورد يقول :
بأن هذه العملية مفيدة جداً في الإقلاع عن التدخين فنصف من عالجهم تركوا التدخين نهائياً ونصفهم الآخر تركوه لمدة لا تقل عن عامين.
كذلك أظهرت هذه العملية نجاحاً كبيراً في معالجة الآلام خاصةً آلام ما بعد الجراحة وآلام الكسور وآلام ما بعد الولادة.
بالإضافة إلى أمكانية استخدامها بشكلٍ مفيدٍ جداً في معالجة الأرق و القلق و الاكتئاب.
ولكن يجب التأكيد على أن نجاح عملية التنويم الإيحائي تعتمد على عاملين أساسيين:
العامل الأول:
هو خبرة وكفاءة المنوّم الذي يقوم بهذه العملية فليس من السهل الوصول بالمريض إلى مستوى التركيز المطلوب لتحقيق الفائدة المرجوة من هذه العملية.
العامل الثاني:
هو استعداد الشخص الذي سيخضع لهذه العملية فيجب أن يكون مقتنعاُ بها وإلا فإنها لن تنفع أبداً لأنها تقوم أصلاً على تسليم الشخص ذهنه وتركيزه لمن سيعالجه فإذا كان غير مقتنعٍ بها فهو لن يدخل أبداً في حالة التركيز المطلوبة.
يجب الإنتباه ...
إلى أن جميع التطبيقات المتوفرة على أجهزة الموبايل والتي تعرض نفسها كبرامج متخصصة في مجال التنويم المغناطيسي ليس لها أي أساس من المصداقية فهي مجرد تطبيقات للترفيه فقط أو لتحقيق المكاسب المادية،
وكذلك نؤكد مجدداً بأن كل ما نراه من قدراتٍ خارقة يدعيها أصحاب التنويم المغناطيسي هي مجرد خدع لا أكثر.
ما هي الآثار الجانبية عند الخضوع للتنويم الإيحائي؟
لم تظهر أية آثار أو أعراض جانبية على جميع الذين خضعوا لعملية التنويم الإيحائي باستثناء بعض حالات الصداع و الوهن وعدم الشعور بالارتياح لعدد قليل من الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية لفترة زمنية تزيد عن ساعة.
بعض الحالات النادرة ظهرت لديهم أوهام معينة بأن المواقف التي طلب منهم المنوّم أن يتصوروا أنفسهم فيها قد انطبعت في ذاكرتهم حتى اعتقدوا بأنها حقيقة،
وهذا ما دفع إلى الإعتقاد بأنه يمكن غرس ذكريات معينة لدى بعض الأشخاص،
وقد أثار ذلك رغبة بعض الجهات لاستغلال هذا الأمر في برمجة أشخاصٍ محددين للقيام بأعمالٍ محددة.
إذا أعجبك المقال فشاركه أصدقاءك لنشر الفائدة ....
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك