- الجزء الثاني -
هل جميع الناس يرون نفس العدد من الأحلام؟
من المعروف بأن بعض الناس يقولون بأنهم يرون الكثير من الأحلام وبعضهم لا يحلم أبداً،
أما الأطفال فهم جميعاً يرون الكثير من الأحلام يومياً وكلما تقدم الإنسان في العمر كلما قلت أحلامه.
و تقول الإحصاءات بأن النساء يحلمون أكثر من الرجال ولكن الأطفال من كلا الجنسين يحلمون بنفس القدر
ما يعني أن للهرمونات والتغيرات الفيزيولوجية التي تحدث عند البلوغ لها تأثيرها على الأحلام
وهذا ما يبرر الأحلام الجنسية لدى الكثير من الناس وخاصةً في سن الشباب وهذا دليل آخر على ارتباط الأحلام بنفسية الشخص و طبيعته وحالته الذهنية.
تشير الدراسات إلى أن
معظم الناس يرون الأحلام يومياً بمعدل لا يقل عن ثلاثة أحلام في الليلة الواحدة وقد تستمر بعض الأحلام لعدة دقائق فقط بينما تستمر غيرها لأكثر من عشرين دقيقة ولكن معظم الناس لا يتذكرون شيئاً من أحلامهم.
عندما يركز الانسان ويحاول تذكر ما حلم به لحظة الاستيقاظ مباشرةً فإنه يصبح أقدر على تذكر الحلم.
هل يمكن الاستفادة من الأحلام؟
في بعض الحالات النفسية ينصح أطباء النفس مرضاهم بضرورة كتابة أحلامهم كي لا ينسوها وإطلاعهم عليها
فقد يساعدهم ذلك في العلاج لأن الكثير من الأحلام ترتبط بحالةٍ نفسيةٍ معينة
فمن الطبيعي مثلاً أن نحلم بشخصٍ نحبه كثيراً و اختفى من حياتنا بسبب الموت أو السفر، و في كثيرٍ من الأحيان تتطور أحلام المريض مع تطور حالته النفسية فيمكن الإستدلال على مدى تحسن الحالة المرضية من خلال الأحلام التي يرويها المريض لطبيبه النفسي.
بعض الناس يشاهدون أحلاماً متكررة بشخصٍ ما أو حادثةٍ ما فقد يقول أحدهم جاءني فلانٌ في الحلم وقال لي كذا وكذا و فلانٌ هذا شخصٌ ميتٌ فكأن روح الميت تطلب شيئاً ما وهذا يتكرر كثيراً في ثقافتنا
ولكن لا يمكن الجزم بحقيقة ذلك فهل ما يرويه المتحدث صحيحٌ كما يرويه أم أن ما يراه في حلمه مجرد قصصٍ يركبها دماغه نتيجةً لحالةٍ ما.
كذلك ترتبط الأحلام كثيراً بدرجة وعي الإنسان وثقافته و معتقداته فكثيراً ما نسمع شخصاً مسيحياً يتحدث عن رؤيته لمريم العذراء في منامه
بينما يرى المسلم النبي محمد ﷺ مع أن المسيحي لا يعرف أبداً شكل مريم الحقيقي ولكنه يراها بالصورة التي تنتشر غبر مختلف وسائل الاعلام أما المسلم فيرى النبي بالصورة التي يتخيلها به.
هل يمكن تسجيل الأحلام؟
يقوم الباحثون منذ زمنٍ بمحاولة تسجيل الأحلام عن طريق مراقبة نشاط الدماغ الكهربائي
وقد توصلوا إلى معرفة الوقت الذي يبدأ فيه الحلم ومعرفة أجزاء الدماغ المسؤولة عن مختلف أشكال الأحلام ومعرفة ما إذا كان الحلم يحتوى على كلام أم مجرد صور،
وهل ثمة جزءٌ من الذاكرة هو ما يظهر في الحلم ، وهل هناك مشاهد عاطفية أو مشاهد مفزعة تبعاً لأجزاء الدماغ الناشطة أثناء الحلم ودرجة نشاطها،
وهم يتوقعون أن يتمكنوا من تسجيل الأحلام قريباً.
وفي الختام بقي أن نذكر بأن بعض الناس يستطيعون التدخل في أحلامهم ويغيرون بعض الأحداث فيها بوعيهم رغم أنهم نائمون ما يقودنا مجدداً إلى أن الأحلام مجرد انعكاساتٍ لوعي الناس وذكرياتهم ومشاعرهم ومعتقداتهم.
إذا وجدت ما يفيدك شارك المقال مع الآخرين.
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك