- الجزء الثاني -
هل يمكن العودة من الموت؟ |
بعد التأكيد على أن الموت...
بمعناه الدقيق يعني تلف الخلايا الدماغية فإن الكثير من أطباء اليوم يظنون بأنه يمكن تأخير تلف الخلايا الدماغية بتبريدها ولكن دون السماح لها بالتجمد لأن التجمد بحد ذاته سيتلفها، ولكن عند حفظها بدرجة حرارة معينة يمكن الحفاظ عليها من التلف
وبالتالي تبقى فرصة إنعاشها قائمة. أما تحديد أطول فترة ممكنة فهذا صعب لأنه يعتمد على الكثير من العوامل ولكنه قد يصل لأكثر من يومين في أحسن الحالات.
لقد أصبح انعاش البشر بعد تعرضهم لما يسمى سكتة قلبية أو سكتة دماغية علماً قائماً بحد ذاته وأصبح العمل عليه وتطويره هاجساً لدى الكثير من العلماء .
حتى أن بعضهم ذهب بعيداً لحد القول بأن الموت مجرد مرض ويمكن التغلب عليه، وهم طبعاً لا يعتمدون بذلك على تطور علم الانعاش فقط بل على تطور الهندسة الوراثية والتقنيات النانوية التي تتيح إمكانية إجراء تعديلاتٍ جينيةٍ قد تؤدي يوماً ما إلى التخلص من أسباب هرم الخلايا الحية والحفاظ عليها شابةً إلى الأبد.
ولكن كل ذلك التفاؤل لا يزال صعب المنال وإن كان غير مستحيلٍ من الناحية المنطقية والنظرية على الأقل.
مشكلةٌ كبيرة يواجهها أطباء الإنعاش...
وهي أن الكثير من حالات الإنعاش الناجحة تماماً يعود أصحابها بعد أيامٍ قليلةٍ إلى الأصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية مرةً أخرى
وحتى لو نجح الأطباء في إنعاشهم مرة أخرى فإنهم سرعان ما ينتكسون ويفارقون الحياة.
يرى الأطباء بأن سبب عودة بعض الأشخاص الذين تم إنعاشهم إلى الإنتكاس مرة أخرى يعود إلى تضررٍ ما أصاب خلاياهم وخاصة خلايا أدمغتهم في فترة غيابهم عن الحياة فهم عند عودتهم لا يعودون بكامل قدرتهم أبداً،
بل إن بعض الأشخاص الذين لم ينتكسوا ظهرت عليهم علامات ضعف الذاكرة أو ضعف بعض الوظائف الحيوية الأخرى
وهذا كله يؤكد تضرر جزءٍ من خلاياهم،
ولكن الكثير من الناس عادو لحياتهم الطبيعية بشكلٍ كاملٍ ولم تظهر عليهم أية علاماتٍ جانبيةٍ وعاشوا لسنواتٍ طويلةً بعد ذلك.
بمعنى آخر
لابد من اتخاذ بعض الإجراءات و التدابير التي تمنع تضرر خلايا الدماغ لكي تكون عملية الإنعاش ناجحةً وكاملة
وهناك إجراءان محددان يجب القيام بهما:
الأول : تبريد الجسم وخاصة الدماغ بأسرع وقتٍ
ممكن بعد توقفه عن العمل وكلما كان ذلك الوقت أقصر كلما زادت فرص النجاح، لأن التبريد يمنع خلايا الدماغ من التلف.
الثاني : ضرورة متابعة حالة المريض بعد إنعاشه
وإعطائه بعض الأدوية و المواد الكيميائية وإبقائه في حالة غيبوبة مصطنعة لكي لا تحدث صدمة للخلايا بعد إنعاشها ولعل الإجراءات المتخذة بعد إنعاش المريض هامةٌ جداً وقد تحدد الفرق بين نجاح العملية أو فشلها.
إقرأ المزيد...
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك