- الجزء الثالث -
في بعض الأحيان عندما نمر بتجربةٍ ما فإن تلك التجربة تترك آثارها علينا وعلى طريقة تفكيرنا وعلى فهمنا ونظرتنا للأمور.
الكثير من الناس الذين يعتقدون بصحة هذه الظواهر لا يمتلكون قدراً كافياً من الثقافة والعلم وخاصةً في مجال القوانين الطبيعية والفيزيائية ما يجعلهم يخطؤون كثيراً في فهم حقيقة ما يروه أو يسمعوه لأن قدرتهم على محاكمة ما هو غير مألوف تكون قليلةً جداً.
عوامل أخرى كثيرة
مثل البيئة و المجتمع والخلفية الدينية و الثقافية قد تدفع الناس لمثل تلك الإعتقادات فمثلاً أثبتت الدراسات بأن الانسان المرهق جسدياً أو نفسياً قد تظهر له مثل تلك الظواهرأو يميل للإعتقاد بأنها ظهرت له.
أحيانا يشاهد الانسان حلماً ما وينطبع في ذاكرته وكأنه شيءٌ حقيقيٌ حدث فعلاً,
وهذه حالة نفسية معروفة عند علماء النفس تجعل الشخص غير قادر على التمييز بين ما يراه و يحدث معه في الحلم وما يراه ويعيشه في الواقع.
في أوقاتٍ محددة قد تدفعنا مشاعرنا إلى اتخاذ مواقف معينة فمثلاً
إذا كنا نحب شخصاً ما ونثق به كثيراً فإننا قد نميل إلى تصديق كل ما يقول وأحيانا قد يتهيء لنا بأننا نرى ما يراه هو,
فالانسان مخلوقٌ مندفعٌ بعاطفته تقوده المشاعر أكثر مما يقوده العقل.
ويجب ألا ننسى بأن الأذن البشرية لا تستطيع التقاط الأصوات إلا التي يتراوح ترددها بين العشرين و العشرين ألف هرتز
ولكن وجود أصوات خارج هذا المجال المسموع تؤثر كثيراً على الدماغ دون أن تسجلها الأذن,
وبشكل مشابه يحدث نفس الأمر مع العين البشرية التي لا تستطيع رؤية الكثير من الصور التي تمر أمامها بسرعة ولكنها تنطبع في الدماغ و تؤثر به وخاصةً تلك الصور التي تلائم تفكير الدماغ وتحاكي رغباته,
ولا ننسى تأثير الحقول الكهرطيسية المحيطة بنا والتي تؤثر على الدماغ دون أن ندرك ذلك.
ما قد يبدو غريباً ويثير الدهشة أن بعض أكبر العلماء يعتقدون فعلاً بوجود مثل هذه الظواهر
ولكن معظمهم يرون بأن تلك الظواهر إن وجدت فيجب أن يكون لها تفسيرٌ علميٌ ما,
وإن كان العلم لم يكتشف التفسير حتى الآن فهذا لا يعني بأنه غير موجود ومنهم العالم الشهير سيغمون فرويد الذي كان يؤمن بالتخاطر, وكذلك عالم النفس الكبير وليم جيمس الذي كتب في تلك الظواهر ونسبها لعوامل نفسية,
وبعض علماء الفيزياء و الرياضيات نالوا جوائز نوبل في تخصصاتهم ولكنهم آمنوا بمثل تلك الظواهرمثل عالم الرياضيات آلن تولين والفيزيائي فريمان تايسون وغيرهم.
إحصائياً فإن أربعة بالمئة من العلماء يعتقدون بصحة تلك الظواهر.
حديثاً ظهر علمٌ جديدٌ يسمى علم النفس الموازي يختص بدراسة مثل تلك الظواهر التي تعتبر خارقة للطبيعة ويحاول البحث في تفاصيلها للوصول إلى حقيقة وجودها وكشف تفسيرات ما تثبت صحته منها.
شاركنا بالتعليقات .. هل تؤمن بصحة هذه الظواهر الخارقة ؟؟؟
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك