ماذا نعرف عن الثقوب السوداء؟ 2
ماذا نعرف عن الثقوب السوداء؟ 2 |
تتمة لما تحدثنا عنه في مقال سابق عن ماذا نعرف عن الثقوب السوداء؟
كيف تم اكتشاف الثقوب السوداء؟
أول من تنبأ بوجود الثقوب السوداء هو العالم جون ميتشل من جامعة كامبردج في نهاية القرن الثامن عشر والعالم الفرنسي لابلاس وقد تنبأا معاً بوجود نجومٍ مظلمةٍ لا تصدر أي شكلٍ من الضوء أو الطاقة بسبب جاذبيتها الهائلة ولكن تنبؤهما هذا كان مبنياً على المنطق والتحليل فقط فكان تنبؤاً نظرياً بحتاً, ولكن أول من تنبأ بوجود الثقوب السوداء علمياً فهو العالم ورتشيلد في مطلع القرن العشرين بعد ظهور النظرية النسبية حيث تبين أن وجود هذه الثقوب هو نتيجة حتمية لنظرية النسبية
بعد ذلك تتالت الدراسات و الأبحاث حول حقيقة وجود الثقوب السوداء حتى تم رصد و اكتشاف أول ثقب أسود في عام 1971, ولكن بقيت حقيقته محل جدلً بين العلماء حتى تأكدوا فعلاً من أنه ثقب أسود.
وهنا يظهر سؤالٌ هامٌ جداً : كيف يمكن رصد الثقوب السوداء إذا كنا لا نستطيع رؤيتها ولا يمكن لشيءٍ أن يفلت من جاذبيتها؟
يمكن رصد الثقوب السوداء من خلال الأثر الذي تتركه على ما حولها وتلك الآثار كثيرة.
أولاً: تم رصد عملية امتصاص ثقب أسود لجرمٍ قريب ٍحيث شوهد اندفاع المادة من ذلك الجسم نحو شيءٍ غير مرئيٍ ثم تحوّلت تلك المادة إلى ما يشبه القرص الدائري الذي يدور حول مركزٍ غير مرئي وقد ترافق ذلك مع ارتفاعٍ هائلٍ للحرارة وانطلاق أشعةٍ سينيةٍ وأشعة غاما من تلك المادة ما يدل على تهديمها بفعل الجاذبية قبل أن تنهار تماماً مختفيةً في ذلك الثقب.
وبناءً عليه يمكن القول بأن رصد الأشعة السينية وأشعة غاما من منطقة في الفضاء ولا يمكن رؤية مصدر تلك الأشعة فيمكن عندها التنبؤ بوجود ثقب أسود في تلك المنطقة.
ثانياً : تم في الماضي رصد مجرتين متطابقتين جداً حتى ساد الاعتقاد بأنهما توءمان ولكن تبين فيما بعد بأنهما مجرة واحدة ولكن يقع بيننا وبينها ثقب أسود يقوم بحرف الأشعة الضوئية الصادرة عنها ما يجعلنا نرى صورتين متطابقتين لتلك المجرة, وأحياناً قد نرى عدة صور متطابقة لنفس المجرة أو النجم لنفس السبب, وكذلك يمكن رؤية مجرةٍ ما أو نجمٍ ما على شكل حلقة ضوئية كاملة وكل ذلك بفعل جاذبية الثقب الأسود وهذا ما قاد العلماء إلى اكتشافٍ فلكيٍ جديدٍ أطلقوا عليه اسم عدسة الجاذبية .
ماذا يحدث لجسمٍ ما إذا اقترب من ثقبٍ أسود؟
في بداية الأمر سيتأثر الجزء الأقرب إلى النجم بقوة جذب أكبر من الجزء البعيد ما يجعل الجسم يتمدد نحو الثقب ويبدأ بالتفكك مطلقاً أشعة غاما و أشعة سينية ويتباطأ الزمن بفعل الجاذبية حتى يتم امتصاص الجسم بالكامل من قبل الثقب الأسود.
هل يمكن للثقوب السوداء أن تتبخر؟
قام العالم ستيفن هوكنغ باكتشاف نظري بحت لم يتم التحقق منه عملياً حيث وجد بحسب نظرية الكوانتم( التي تحدثنا عنها بمقالةٍ سابقةٍ) أنه يمكن لبعض الجزيئات الدقيقة أن تفلت من حاجز الجاذبية وإذا استمرت هذه العملية لزمنٍ كافٍ دون سقوط أي جسم جديد في ذلك الثقب فعندها يمكن القول بأن هذا الثقب الأسود يتبخر.
بقلمي سليمان أبو طافش🔭🚀
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك