ما هي حقيقة الأكوان المتعددة؟ 2
ما هي حقيقة الأكوان المتعددة؟ 2 |
كما ذكرنا سابقاً حجة الضبط الدقيق و فكرة الانفجار العظيم التي تدعم فكرة الأكوان المتعددة
والآن سنناقش الفكرة الأخيرة ألا و هي ..
تقوم على فرضية الأوتار:
التي ظهرت حديثاً والتي تحاول توحيد جميع أشكال الطاقة والمادة المعروفة في الكون بشكلٍ واحد بافتراض أن المكون الأساسي و الأصغر لكل شيء هو ما يسمى بالأوتار - ولكن هذه الفرضية تحتاج لكثير من التفصيل ولن نخوض فيها الآن- وعند صياغة فرضية الأوتار على شكل معادلةٍ رياضيةٍ تبين بأنها تمتلك عدداً كبيراً جداً من الحلول وقد يصل هذا العدد إلى عشرة مرفوعة للقوة خمسمئة وكل حلٍ من هذه الحلول قد يعني كوناً مختلفاً عن غيره وإن كوننا هذا هو مجرد حلٍ واحدٍ محتمل ما يجعل فكرة وجود أكوانٍ أخرى متعددة معقولٌ جداً بحسب ما يراه أصحاب هذه الفكرة.
قد تبدو هذه الأفكار العلمية مقبولةً ومقنعةً لكثيرٍ من الناس ولكنه لا ترضي متطلبات الكثيرين الذين يطالبون بوجود أدلة ملموسة وقابلة للقياس لإثبات هذه الفرضية ولكن بعض العلماء قدموا طرحاً جديداً فقالوا بأن هذه الفرضية تقدم لنا الكثير من الحلول وتدعم الكثير من الفرضيات الأخرى فلماذا لا نقبل بها بدون أدلة مؤقتاً على الأقل حتى يمكننا إثباتها عند توفر تلك الأدلة؟ أو لم لا نخفف من الشروط الموضوعة لقبول هذه الفرضية؟
وهذا أيضاً طرحٌ جميلٌ ولكنه يفتح أبواباً لا حصر لها والقبول به سيغير المبادئ الأساسية الموضوعة للقبول بأية فرضيةٍ جديدة.
ولقد اعتبر الكثير من العلماء بأن القبول بهذا الطرح يعتبر طعناً من الخلف في جسد العلم الذي يجب أن يكون واضحاً ودقيقاً و كل ما ينتج عنه يجب أن يخضع للقياس والتجربة بحيث يمكن التحقق منه فلا يجب مطلقاً السماح بأية خروقات أو تجاوزات للمعاييير والمقاييس الموضوعة.
ما هي الأفكار المعارضة لفرضية الأكوان المتعددة؟
بمقابل الأفكار العلمية التي يقدمها مؤيدو فرضية الأكوان المتعددة نجد الحجج العلمية التي يستند إليها رافضو هذه الفرضية و التي يمكن تلخيصها بما يلي:
- لا يوجد فيزياء معروفة تدعم هذه الفكرة أو تؤدي إلى القبول بها. ولكن تم الرد على هذا الادعاء بأن الفيزياء المعروفة هي التي أدت إلى الفيزياء الإفتراضية التي قامت عليها فرضية الأوتار التي قامت عليها فرضية الأكوان المتعددة فمن غير الممكن إذاً أن نقول بأن الفيزياء المعروفة لا تدعم فكرة الأكوان المتعددة.
- إذا قبلنا بفكرة الأكوان المتعددة فقد نكتشف بأن كوننا ونحن جزء منه قد تمت صناعته و صناعتنا من قبل كائنات أخرى متقدمة جداً في كونٍ آخر، وهذا ما يقودنا إلى فكرة الخالق من جديد، ولكن فكرة الأكوان المتعددة قامت أصلاً لتبرير حقيقة الضبط الدقيق ونفي الحاجة لوجود خالق وراء هذا الضبط، وبالتالي ستصبح هذه الفرضية حجة قوية على وجود الخالق.
- كلما كانت الفرضية تقوم على عددٍ أكثر من الافتراضات كلما ابتعدت عن الحقيقة ، وبما أن فرضية الأكوان المتعددة تقوم أصلاً على عدد كبيرٍ من الافتراضات فهذا يجعلها فرضيةً مستبعدة.
بقي أن نقول بأن فرضية الأكوان المتعددة لم تزل سوى مجرد فرضية تحضى بتأييد البعض وبرفض الكثيرين وليس لديها ما يدعمها من الأدلة و البراهين ولذلك فهي لم تصبح نظريةً بعد.
إذا استفدت مما قدمناه فأبدي اعجابك أو شارك المقال
🔭 بقلمي سليمان أبو طافش ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك