َبَائِعَةُ الزُّهُورِ
رِيِِمَا فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ
تُحِبُّ العِلْمَ كَثِيِرَاً, لَكِنَّها كَانَتْ مِنْ أُسَرةٍ فَقِيرَة ,وَقَد اضْطُرَّتْ إِلَىٰ تَركِ الدِّارَسَةِ ِلأَنَّ وَالِدَهَا لَايَمْلِكُ المَالَ الكَافِي لِدَفْعِ رُسُومِ المَدْرَسةِ
وَلِأَنَّهَا تُحِبُّ وَالِدَهَا كثيراً صَارَتْ َتبِيِعُ الوُرُودَ وَالزُّهُورَ لِتُسَاعِدَهُ فِي المَصرُوُفِ .
كَانَتْ َتنْظُرُ إِلَىٰ الأَطْفَالِ ِبحَسْرَةٍ ,وَتَشْعُرُ بِغَصَّةٍ كَبِِيِرَةٍ فِي قَلْبِهَا حِينَ تَرَاهُمْ وَهُمْ يَشْتَرُونَ الأَدَوَاتِ وَاللَّوَازِمَ المَدْرَسِيَِّةَ فِي مَطلَعِ كُلِّ عَامٍ دِرَاسِيٍّ ,وََتتَمَنَّىٰ لَوْ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ الذَّهَابَ إِلَىٰ المَدرَسَةِ كَبَاقِيِ الأَطَْفَالِ.
وَفَّرَتْ رِيِمَا ثَمَنَ دَفْتَرٍ وَقَلَمٍ ,وَصَارَتْ َتقِفُ كُلَّ يَوْمٍ أَمَامَ المَدْرَسَةِ وَتَجِْلسُ تَحتَٓ نَافَذَةِ الصَّفِّ.
فَتَضَعُ زُهُورَهَا بِجَانِبِهَا وَتُصغِي بِاهْتِمَامٍ للدُّرُوسِ ََ,وَتَكْتُبُ كُلَّ مَا يَقُولُهُ المُعَلِّمُ فَإِذَا انْتَهَىٰ وَّقتُ المَدْرَسَةِ عَادَتْ لِتَبِيعَ الزُّهْوُرَ وَالوُرُودَ.
وَفِي الَمسَاءِ وَبَعدَ انْتِهَائِهَا مِنْ عَمَلِهَا كَانَتْ تَكْتُبُ الوَظَائِفَ المَطلُوبَةَ.
وَهَكَذَا صَارَتْ رِيِمَا تَتَعَلَّمُ وَهِيَ خَارِجَ المَدرَسَةِ كَانَتْ مُجِدَةً وَمُجْتَهِدَةً ,رُغْمَ أَنَّهَا لاَتَمِْلكُ ُكتُبَاً وَلَا كُراَّسَاتٍ.
وَ ذَاتَ يَومً سَأَلَ المُعَلمُ الطُّلَّابَ سُؤالاً فَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الِإجَابَةِ علًيه ,لكَِنَّ رِيِمَا عَرَفَتْهُ وَلَمْ تَنْتَبِهْ لَِنَفّسِهَا فَهَتَفَتْ بِصَوتِ عَالٍ بِإلإِجَابَةِ.
كَانَ جَوَابُهَا صَحِيحَاً وَقَدأُعجِبَ المُعَلّّمُ كَثِيرَاً بإلإجَابَةِ, وَطَلَبَ مِنْ صَاحِبَةِ الإِجِابَةِ أَنْ تَقِفَ لِيَرَاهَا الجَمِيِعُ وَيُصَفِّقُوا لَهَا .
فَقَالَ الطُلَّابُِ إِِنَّ الصَوْتَ قَدْ أَتـَىْ مِنْ خَارِجِ الصَفّّ.
أَطَلَّ المُعَلِّمُ بِرْأَسِهِ مِنْ النَّافِذَةِ فَوَجَدَ رِيِمَا وَاقِفَةً تَحتَ الشبَّاكِ ,فَدُهِشَ كَثِيرَِاً.
ولَمّّا عَرِفَ بِقِصًَّْتَِها أَخْبَرَ المُدِيرَ بِمَا جَرَىٰ وَقَالَ لَهَا:
أَنْتِ مِنْ الآن ستَكُونِينَ مَعَنَا فِي المَدرَسَةِ ,وَنَظَراً لِذَكَائِكِ وَاجْتِهَادِكِ فَأَنْتِ مَعْفِيَّةٌ مِنْ كَافَّةِ الرُّسُومِ وَالتَّكَالِيفِ المَدْرَسِيَّةِ
تَفَوَّقَتْ رِيِمَا فِي دِرَاسَتِهَا وَكَبُرَتْ وَصَارَتْ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُ الأَجْيَالَ .
وَقَفَتِ المُعَلِّمَةُ أَمَامَ طُلَّابِهَا الَّذِينَ كَانُوا يُصْغُونَ باِهْتِمَامٍ إِليْهَا وَقَالَتْ :
هَذِهِ يَا أَبْنَائِي كَانَتْ قِصَّةُ بَائِعَةَ الزُّهُورِ
ثُمَّ تَجَوَّلَتْ بَيْنَ الطُلَّابِِ الَّذِيِنَ كَانُوا يُنْصًِتُونَ بِشَغَفٍ وَقَالَتْ :هَلْ أَحبَبْتُمُ القِصَّة َ؟
أَجَابُوا بِحَمَاسٍ وَبِصَوْتٍ وَاحِدٍ :نَعَمْ
قاَلَتِ المُعَلِّمَةُ : وَهَلْ تُحِبَّونَ أَنْ تَتَعَرَّفُوا إِلَيَْها؟
بِلَهْفَةٍ وَاسْتِغْرَابٍ هَتَفُوا : أَجَلْ بِالطَبْعِ, قَالَتْ الطَالِبَةُ مُنَىٰ : وَلَكِنْ كٌيْف؟
وَقَفتْ المُعَلِّمَةُ عَلَىٰ المِنَصَّةِ الَّتِي تَنْتَصِبُ تَحتَ السُبُّورَةِ وَقَالَتْ : أَنَا هِيَ َبائِعَُةُ الزُّهُورِ وَهَذِهِ هِيَ قِصَّتِي أَنا .
وَقَدْ أَحْبَبْتُ أِنْ أُخْبرَِكُمْ بِهَا فِي دَرْسِ السِّيرَةِ الذاتية بِِمَادَةِ التَعبِيِرِ ثُمَّ ابْتَسَمَتْ وَقَالَتْ :
أَرأَيْتُمْ ياأَطفَالِي مَاذَا تَصنَعُ الِإرادَةُ وَمَاذَا يَصَنعُ التَّصِمِيمُ ٰ.
إِنَّهُ يَقَْهرُ الظُرُوفِ وَيُذَلِّلُ الصِّعَابَ
وَأَنْتُمْ أحِبَّائِي الصِّغَارُ مَا رَأّيُكُمْ بِالقِصَّةِ هَلْ أعجَبَْتكُمْ ؟
هَلْ أَحبَبْتُمُ المُعَلِّمَةَ؟
أنَا رَأَيْتُهَا عَظِيِمَةً وَمَاهِرَةً وَمُجِدَّةً وََأنْتُمْ مَا رَأْيِكُمْ بِهَا هَل تُشَارِكُونَ جَدَّتَكُمْ هُدَىٰ بِرَأْيِِهـا؟
رَأيِكُم ْيُهِمُّنِي كَثِيِرَاً 👵
أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..
🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍
👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك