ما هي تقنية الزَّيف العميق؟ الجزء الأول
ما هي تقنية الزَّيف العميق؟ الجزء الأول |
|الزَّيف العميق|:
اعتدنا منذ القدم أن نسمع أخباراً مزيفةً أو ملفقة، ثم شاهدنا منذ عدة سنواتٍ صوراً مزيفةً أو مركّبة أو تم التلاعب بها، وكذلك استمتعنا بالكثير من الأفلام السينمائية و البرامج الوثائقية المليئة بالخدع السينمائية، ولكن بدأت منذ عام 2018 ظاهرةٌ جديدةٌ تنتشر عبر الإنترنت و على وسائط التواصل الاجتماعي أُطلق عليها اسم الزِّيف العميق (|Deep Fake|) فما هي تلك الظاهرة؟
مع تطور الذكاء الاصطناعي فقد أصبح قادراً على التعلم العميق و التلقائي، فهناك بعض البرامج التي تتابع عدداً كبيراً جداً من الفيديوهات لشخصٍ ما ثم تسجّل جميع حركاته وسكناته و ألفاظه و كلماته ثم تركيب ما قاله أو فعله شخصٌ آخر على هذا الشخص، ولذلك فإن تقنية الزَّيف العميق تستهدف غالباً المشاهير الذين تنتشر فيديوهاتهم كثيراً عبر الإنترنت وخاصةً الممثلين.
أول ظهور لهذه التقنية:
ظهرت على الهواتف الذكية منذ عام 2018 بعض |التطبيقات المجانية| مثل تطبيق Fake App الذي يسمح للمستخدم بأخذ فيديو لشخصٍ ما و استبدال رأسه برأس شخصٍ آخر، ثم ظهرت في عام 2019 تطبيقات أخرى أقوى و أدق مثل تطبيق Face Swap الذي يسمح باستبدال الوجه بشكل لا يسمح بمعرفة أن هذا الوجه غير حقيقي، وكذلك ظهر تطبيق صيني لنفس الغرض ولكنه الأقوى من نوعه يدعى ZAO.
في عام 2019 عقدت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي جَلسة استماعٍ للمختصين لتحديد مدى خطورة تطور الزَّيف العميق على الانتخابات الأمريكية القادمة.
ما مدى خطورة تقنية الزَّيف العميق؟
تكمن خطورة هذه التقنية في إمكانية تلفيق أي شيءٍ لأي شخصٍ عن طريق الفيديو، وسيكون من الصعب جداً التأكد مما إذا كان ذلك الفيديو صحيحاً أم مزيفاً، ولكنها حتى الآن استُخدمت مع المشاهير فقط من ممثلين ومطربين و بعض السياسيين، فمثلاً ظهرت فيديوهات لدونالد ترامب و كأنه في فيلمٍ سينمائي، ولكنها كانت واضحة بأنها مزيَّفة و تهدف إلى الدعابة فقط، ولكن في حالاتٍ نادرة تم استهداف بعض الأشخاص بشكل غير مكشوف فمثلاً تم تزييف فيديو للمتحدثة باسم الكونغرس الأمريكي بحيث تحدثت ببطءٍ و كأنها ثملة ما جعل بعض أعدائها السياسيين ينتقدونها و يسخرون منها، وفي حالةٍ أخرى ظهر الرئيس الإفريقي علي بونغو في مقطع فيديو ليلة رأس السنة بعد اختفائه لعدة أسابيع، وقد شاع حينها بأن ذلك الفيديو مزيف وقد حدثت محاولة انقلاب على إثره. وفي حالةٍ أخرى تم أخذ صوت أحد أصحاب الشركات الأوروبية الثرية و استخدامه باتصالٍ هاتفي مع رئيس مكتبه المالي حيث طُلب منه تحويل مبلغٍ ماليٍ ضخم إلى حسابٍ مصرفيٍ على وجه السرعة، فمن الواضح إذاً أن تلك التقنية تحتوي على الكثير من المخاطر فيمكن استخدامها لتشويه صور بعض الناس أو للحصول على مكاسب مادية غير مشروعة، أو لتضليل الرأي العام، أو لغير ذلك.
كذلك تظهر خطورة هذه التقنية بانها ستجعل الناس يفقدون الثقة بكل ما يشاهدون عبر الإنترنت فسيكون من الصعب التفريق بين ما هو حقيقي و ما هو زائف وهذا بحد ذاته سيشكل عبئاً ثقيلاً على الناس.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك