تقنية الأعذار وتعبيراتها المختلفة التي تظهر في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية
تقنية الأعذار وتعبيراتها المختلفة التي تظهر في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية |
تتمة لما تحدثنا عنه سابقا حول الأعذار وما هي.......
سنكمل في هذ المقال عن موضوع تقنية الأعذار ، وتعبيراتها المختلفة التي تظهر في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية ، وفي خضم الصراع النفسي ، والصوت الداخلي .
فما هي تقنيات الأعذار:
- الوقت :
فالوقت الطويل هو كذبة نقولها من أجل الراحة من عملية التغيير ، فنطلب المألوف والروتين ، لأنَّه كيفما دارت الأحوال فالوقت مستمر في جريانه ،سواء قمنا بأنشطة إيجابية تجعل منا سعداء ومرتاحين .
التَّهرب من التغيير:
- من ضمن الأعذار ضد عملية التغيير هي القول عن تصرف ما أنه ليس من طبيعتي ، والمفروض أن أتقبل الوضع الذي أنا فيه أنني لا أقبل بإجراء التغيير ثم أحاول أن أعدل ذلك كي أستطيع التغيير، فهذا التغيير لا يعبر عن طبيعتك فعلاً ، لكن إثباتك لهذا الإستنتاج من غير محاولة تجريب الطبيعة الثانية ، فهذا ليس بإثبات ، وإنَّما مبرر ، فهي أكاذيب تحاول حمايتك من الألم الذي أنت متوقعه ولا تعرفه ، فشعورك بالملل لإمتلاك طبيعة واحدة طول حياتك يكون عامل مشجع لإمتلاك طبيعة ثانية ، فترى نفسك تقول بهذه الحالة أنا تعبت من الخوف والفقر ، وأريد إمتلاك طبيعة أخرى مغايرة للطبيعة الأولى .
أنني مشغول جداً :
فإذا كنت مشغول فعلاً فأنت الذي اخترت هذا ، فكل النشاطات التي تشغل حيزا كبيراً من وقتك هو نتاج خياراتك في الحياة ، وأنت الذي قررت أن تعيش حياتك بهذه الطريقة ، لو استخدمت عذر أنا مشغول من أجل عدم القيام بسلوكيات تنمي حياتك أو مبرر من أجل عدم الإحساس بالسعادة ، فأنت قد اخترت فعلياً أن لا تعيش حياتك عن عمد ، فهذه غلطتك أنت و المفروض لأجل ممارسة التغيير الضروري أن تعيد فحص أولوياتك .
كيف يمكن التوقف عن الأعذار ؟
لإيقاف الأعذار هو العيش في الحاضر ، فكل الأعذار مبنية على الهروب من الزمن الحالي ، فترى أناس تفكر في الماضي بلحظة من المفروض عليها أن تهتم بالحاضر ، أو أناس تهرب للمستقبل ، فإذا رأيت نفسك تفكر بهذه الطريقة ففكر أن تبعد نفسك عن التفكير في الماضي والمستقبل سوياً ، وركز بشكل كامل على الحاضر ، فالإهتمام بالحاضر مبني على القبول التام للموجود في الوقت الحالي ، والقبول هذا مبني على عدم إصدار الأحكام ، فكلما ابتعدت عن إصدار الأحكام كلما عشت اللحظة بتفاصيلها .
فلمذا ترى نفسك تتساءل لماذا يحصل الذي يحصل ؟! ، أو تتساءل عن عدم حصول الذي أريده ، فسترى نفسك تصف الذي حصل على أنه تجربة جيدة أو سيئة وتقوم بإصدار الأحكام ، ومشكلة الأحكام أنها تشجعك على التحيز والكسل وإيجاد الأعذار ، فاللوم الناتج عن سوء الحكم يمنعك من التقدم .
فيمكنك تقبل الذي حصل معك من سوء معاملة في الماضي أو مرور أحداث سيئة غيرت نمط تفكيرك ونظرتك من خلال العطف والاستسلام .
فالحياة بأعذار مبنية على التمحور حول الذات ، وتستطيع أن تنزع هذا التمحور من خلال الإستسلام لله ، فنحن منغمسين بهوى النفس ، ونحاول التمسك بزمام كل الأمور ، وهذا ما يشعرنا أحياناً أن العالم يقسو علينا في بعض الأوقات ،لكن عند الإستسلام لقوة أكبر وأعلى منك فتبقى أقل تمسكاً بفكرة أن العالم يعاملك بقسوة .
في الختام تتمحور الأعذار حول إلقاء اللوم كلوم نقائصك الشخصية ولوم القدر ولو أبيك ولوم أطفالك أو حتى لوم حمضك النووي ، فعندما تكون عطوفاً سيختفي كل اللوم من حياتك ، فالعطف يقضي على اللوم ، ويغلب تقديم الأعذار .
بقلمي جمال نفاع ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك