حقيقة الحمام الزاجل
حقيقة الحمام الزاجل |
قال الأديب العربي الجاحظ في أحد كتبه....
" لولا الحمام الزاجل لما جاز أن يعلم أهل الرقة و الموصل و بغداد ما كان بالبصرة و حدث بالكوفة في يوم واحد، حتى أن الحادثة لتكون بالكوفة غدوة و يعلمها أهل البصرة عشية."
لقد تحدثت معظم الكتب و الرويات عن الأهمية التي كان يمثلها الحمام الزاجل في ذاك الوقت.
حيث كان من الوسائل التواصل الهامة بين الأفراد و الدول.
و هنا نجد أنفسنا نقف أمام هذا السؤال،
" كيف يستطيع هذا الطائر إرسال الرسائل و من ثم يعود إلى منزله مرة أخرى؟"
أنه سؤال محير و معقد بعض الشيء و لكن سوف نناقش إجابته في هذا المقال.
الحمام الزاجل 🕊️
يمتلك هذا النوع من الحمام القدرة على السفر لمسافات طويلة قد تتعدى ١٦٠٠ كم، و كما أنه أيضاً يحلق بسرعة و قد تصل سرعته إلى ١٠٠ كم في ساعة.
لقد عمل الحمام الزاجل في السنوات القديمة كساعي بريد من درجة الأولى.
و قد أثبت هذا الطائر قدرته و مهاراته في العمل منذ الآف العصور و تحديداً عند المصريين القدماء، حيث أثبتت الروسومات الجدراية أهمية الحمام الزاجل لديهم.
و لقد كان الحمام الزاجل أيضاً جندياً مهماً في الحرب العالمية الأولى و الثانية.
إذ كان ينقل الرسائل الضرورية و المصيرية في الحرب و يتحدى جميع الظروف و طقوس لإيصال الرسائل.
كيف يستطيع الحمام الزاجل إرسال الرسائل؟
إن هذه المهمة التي يمتهنا الحمام تعود لسبب تربية الحمام الزاجل.
حيث تعتبر تربية هذا النوع من الحمام من أصعب المهمات لأنها تحتاج إلى مجهود ووقت كبير قد يصل إلى عدة سنين.
و يبدأ تربية الحمام بعد أن يكمل ل ٨ أسابيع تقريباً،
و يقوم بإبعاده تدريجياً عن المنزل، و يستمر المربي في تكرار هذه العملية لمدة أسبوع تقريباً.
و عندما يتم إرسال الحمام لمسافات طويلة، يجب في أول مرة السفر مع الحمام لكي يتمكن من حفظ الطريق و من ثم يمكنك إرسال الحمام لتلك المسافات الطويلة بمفرده.
و ينبغي أن يكون لكل وجهة حمامة واحدة، أي على سبيل المثال؛ يجب أن يكون هناك حمامة تصل إلى سوريا و حمامة تصل إلى مصر و هكذا.
و لهذا السبب نجد أن الجيوش القدماء كام يمتلكون أكثر من مئة حمامة.
كيف يستطيع الحمام الزاجل معرفة الاتجاهات؟
يعتقد بعض العلماء أن الحمام الزاجل يمتلك آليات خاصة، فهم يعتقدون وجود بوصلات داخلية، تمكنه من معرفة الاتجاهات.
يمكن أن نطلق عليها " GPS البيولوجية" أعتقد أنك بدأت بدهشة و التعحب و لكن بالطبع هي لست بوصلة موجودة في جسمة.
بل أنها عدة عوامل إدراكية يمتلكها الحمام و تعتبر كبوصلة لمعرفة مساره.
- و البوصلة الأولى التي يعتمد عليها الحمام الزاجل هي؛" ضوء الشمس "
- أما البوصلة الثانية و هي " المجال المغناطيسي للأرض"
- بينما البوصلة الثالثة هي " حاسة السمع"
- أما البوصلة الآخيرة و هي " حاسة الشم".
هل الحمام هو الحيوان الوحيد الذي يعرف وجهته أم يمكننا الاستعانة بحيوانات آخرى؟
لقد أجريت في الآونة الأخيرة العديد من الدراسات لدماغ و منقار وحواس الحمام لكي يتنمكنوا من معرفة إن كان يمكننا الاستعانة بنوع آخر أم لا.
و قد أثبتت الدراسات أن جميع الطيور قادرة على إنجاز هذه المهمة، و لكن أفضلها الحمام الزاجل فضلاً عن سهولة تربيته و تدريبه.
أعتقد أنه بعد قرائتك لهذا المقال قد علمت كيف يمكن للحمام إرسال الرسائل و تحديد الإتجاهات.
و أصبح بإمكانك أن تشارك هذا المقال مع أصدقائك لتساهم في نشر المعرفة. 😊
و شاركنا تعليقاتك أيضاً حول الأسئلة التي تدور في ذهنك لربما تجد إجابتها لدينا....
📡بقلمي إيمان الأغبر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك