دخول مدينة سمرقند
(الجزء الثاني)
دخول مدينة سمرقند .. (الجزء الثاني)- تصميم الصورة : وفاء مؤذن |
دخول مدينة سمرقند .. (الجزء الثاني)
- في الأزمان القديمة كان هناك ملوك حكمت الأرض بكل حكمة وعدل لأنه لطالما كان مفتاح لنجاة الأمم وأساس ملكها.
- بالعدل فقط ذكرها |التاريخ| وعند غيابه كانت أمم ذليلة لم تورث سوي الخلافات والإنشقاقات لو مهما حاول أهل الباطل تجميل صورتها.
- إنتهت رحلة الشاب عند بيت قديم في حي متواضع من أحياء العاصمة قالوا أنه سيجد هناك الخليفة لم يصدق الشاب في بداية الأمر اذ كيف لخليفة يملك الدنيا أن يكون بيته مثل هذا للمكان،أقترب الشاب الكاهن من المكان وأذ برجل يصلح الجدار بالطين وقد غطى الطين ثوبه ويديه وكل مامر أحدهم قال السلام على أمير المؤمنين، صعق الشاب مما رأه , أهذا ملك الدنيا التي خضعت له الرقاب أمر حقاً غريب , وبينما هو مندهش يتأمل اذ جاءت امرأة مع أبنها تطلب من الخليفة أن يزيد عطائها من بيت مال المسلمين وأثناء حديثها مال أبنها على لعبة كانت في يد أبن الخليفة فخطفها منه ولما حاول أبن الخليفة إستردادها منه لطمه أبن المرأة السائلة فسال الدم من وجهه وكأي أم هرعت زوجة الخليفة فضمته وضمته ونفجرت صارخةً في وجه المرأة وأبنها نظر عمر إلى وجه المرأة وأبنها وقد اصابهم رعب شديد فهدأ من روعها وأخذ اللعبة من أبنه وأعطاها للطفل الفقير وأمر لها بزيادة العطاء وأخذ أبنه فقبله وهدأه ثم التفت إلى زوجته وقال حنانيك لقد روعتها وابنها ثم أكمل أصلاح الجدار وكأن شيئ لم يكن أما الكاهن الشاب أحس نفسه في حلم ثم تجرأ وأقترب من الخليفة وعندما سأله عن شأنه قال: سيدي أني صاحب مظلمة لأهل سمرقند جئت إشتكي لك قتيبة بن مسلم وقد علمنا عدلكم فطمعنا أن تنصفنا أن قتيبة أخذنا على غرة وقد علمنا من عاداتكم أن تنذر القوم ثلاث أيام تخيروهم فيها بين الأسلام أو الجذية او القتال.
- قال:عمر أنه ليس من عاداتنا أنه امر الله وسنة رسول الله (ص) قال:الشاب فأن قطيبة لم يفعل ذلك فأطرق عمر قليلا ثم أمر الكاتب فكتبها بأسمه وختمها بختمه ودفعها للشاب وقال: أعطي هذه الرسالة لوالي سمرقند يرفع عنكم الظلم بأذن الله ومرة أخرى عاد ليكمل أصلاح الجدار وكأن شيئ لم يكن , فضّ والي سمرقند رسالة الخليفة وقرأها وقال للشاب الكاهن سمعة وطاعة لأمير المؤمنين لقد أمرني أن أعين قاضي يقضي في مظلمتكم وسأفعل فذهب يابني وأتي بالكهنة والقادة من قومك ولهم منا الأمان فلهم منا الأمان ثم أرسل بطلب قتيبة بن مسلم.
- إجتمع الناس حيث تعقد المحاكمة وجاء القاضي المسلم ونادى على كبير الكهان فتقدم ثم نادى على قتيبة بن مسلم فأوقفه القاضي بجوار خصمه ثم أمر القاضي الكاهن أن يعرض مظلمتهم فقال الكاهن هذا قائدكم قتيبة بن مسلم دخل بلادنا دون أنذار كل البلاد أعطاها ثلاث خيارات الأسلام او الجزية او الحرب اما نحن فأخذنا بالخديعة ألتفت القاضي إلى قتيبة وقال ماتقول في هذه الشكوى قال كتيبة أصلح الله القاضي الحرب خدعة وهذا البلد شديد البأس وكان عقبة ضمن الفتح وقد علمت أننا اذا اقتتلنا سال دم الفريقين كالأنهر فهداني الله إلى هذه الخطة وبهذه المفاجئة جمينا المسلمين من أذى عظيم وحقنا دماء أعدائنا , نعم لقد فاجأناهم ولكن قد أنقذناهم وعرّفناهم الأسلام .
- قال القاضي: ياقتيبة هل دعوتهم للأسلام او الجذية او الحرب فقال قتيبة لا لم أفعل فقال القاضي لقد أقررت وأذا اقر المدعه إليه انتهت المحاكمة.
- ثم قال القاضي ياقتيبة مانصر الله هذه الأمة إلا بالدين ومن أعظم الدين إجتناب الغدر وأقامة العدل ولله ماخرجنا من بيوتنا إلا جهاد في سبيل الله وماخرجنا لنحكم الأرض او نحكم البلاد ونعلو فيها بغير حق ثم أصدر القاضي أعجب حكم صدر في تاريخ البشرية.
- وقال: حكمت أن تخرج جيوش المسلمين جميعا من سمرقند خفافا كما دخلوها خلال ثلاث أيام ويعيدون البلد لأهله ويهطوهن المهلة ليستعدو إلى القتال ثم ينذرونهم ويخيروهن بين الأسلام او الجذية أو الحرب فأن اختارو الحرب كان القتال وذلك تطبيق لشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الدهشة التي تملكت كل من سمع القصة الأن هي ذاتها التي تملكت أهل |سمرقند| وهم يسمعون ذلك الحكم التاريخي الخالد , جيش غازٍ ملك البلاد واستتب له الأمر ثم يأمرهم قاضيهم أن يرحلو عنها لأنهم لم يطبقو شرع الله أخذت الدهشة بمجامع سمع أهل سمرقند جميعا وهم يرون للمسلمين يرحلون خفافا مسرعين فما انقضى الثلاث ليالي إلا والمدينة خالية من أي مسلم أجتمع أهل سمرقند وقادتهم وكهانهم وسط المدينة وهم لايسدقون ماحدث ثم تداولو بينهم وقالوا: أن قضائه هذا فعلة لهو العدل المطلق وأن ديناً يأمر إتباعه بأنر كهذا لهو الدين الحق ولم يطل كثيراً حتى أسلمت |سمرقند| عن بكرة أبيها وحقق حكم واحد في القضاء الأسلامي العادل ناعجت أكبر الفوحات عن تحقيقه.
هنا أصدقائي إنتهت قصّتنا قصة مثيرة حقاً ترسخ المعنى الخالد لأصدق مقولة "العدل اساس الملك" تفتح لنا أبواب البحث في التاريخ عن قادة العدل الذين تمتعوا برجولة وحنكة وقوة أعز بها أممهم وبدماء وعدل وحكمة أعزّو بها شعوبهم.
شاركنا برأيك إن كان هذا المقال أعجبك ... وشارك أصدقائك فيه لكي نستمّر في نشر قصص مثيرة كهذه.
حسن فروخ ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك