الهشاشة النفسية وكيف نصل لها ونتعامل معها...من كتاب الهشاشة النفسية
الهشاشة النفسية وكيف نصل لها ونتعامل معها...من كتاب الهشاشة النفسية |
يتحدث كتاب الهشاشة النفسية لعادل عرفة عن
الضعف الذي وصل إليه الناس في مواجهة |ضغوطات الحياة|| وانهيارهم أمام أي ضغط، وتضخيمهم لأي صعوبة.
إنَّ الهشاشة |بمعناها العملي هي| تضخيم المشاكل| ، وتصويرها على أنها كارثة وجودية،
أي اعتبار أيّة مشكلة يقع بها شخص ما على أنّها أكبر من قدراته على التحمل، ودخوله في حالة إكتئاب نتيجة لذلك.
طرق الوصول للهشاشة وأسبابها:
1) عدم تحمل المسؤولية من الصغر.
2) الإعتياد بشكل دائم على الإعتماد على الآخرين في إنجاز أي شيء
مما يسبب إنفكاك، بين| خبرة الإنسان| الحقيقية والحياة، والذي يجعله أكثر هشاشة أمام |الضغوط|.
3) التفرّد: الجيل الحالي خضع لتغذية بأفكار تنصّ على التميز
فأصبح يشعر بأنه أكثر استحقاقاً، ويجب الموافقة التامة على آرائه، ويعتقد أن له حقوق مختلفة عن باقي الناس.
ما علاقة الهشاشة بالتربية؟
في الماضي كان الناس لديهم |صعوبات|، ولكن امتلكوا صلابة نفسية، هذه الصلابة كانت تجعلهم متحملين لصعوبة |الحياة| وقسوة
المعيشة.
ولكن |طرق التربية| الحديثة في ظل غياب هذه الصلابة أصبح الشباب يعيشون حالة الضحية بشكل دائم، ومشاعرهم تجرح من أي شيء
وإحساسهم بالإهانة من أصغر كلمة،
وأحياناً يتعمد البعض منهم الظهور بحالة الضعف ليجذب الآخرين له .ويترتب على هذا الشيءعدة نتائج:
1)الهوس بالطب النفسي:
جميعنا يتعرّض لضغوط نفسية، أو إرهاق، أو إحتياج لأحد ليكون بجانبنا، أو إلى| أخطاء في التربية| ، أو مشاكل في حياته، ولكن هذه
الأمور لن تنتهي ومستمرة، وأصبح الرد عليها "يجب زيارة الطبيب النفسي" بدلاً من| التشجيع على الصبر| وتعزيز صلابة الشخص
| النفسية| وعدم تضخيم الأمور.
2إنتشار خبراء العلاقات:
في الغالب هم أناس ليس معروف ما هو مستواهم العلمي، أو ما يملكون من شهادات، حيث المتعارف عليه يكفي أن تقول أنك خبير
لتصبح كذلك، وهؤلاء يقومون بإعطاء نصائح عامة تنفع أي شخص في ظل غياب رقابي عليهم من قبل الجهات المختصة.
3) الفراغ العاطفي:
الجميع في| الفطرة| لديهم ميول للحبّ والإهتمام والطرف الآخر، ولكن قد نجد في طريقنا بعض الناس يحاولون الوقوف في وجه
مساعينا، مما ينتج عنه أشخاص ضعيفين أمام أي كلمة مع رغبة عارمة لتحقيق| الاستقرار العاطفي| .
إنّ| الفراغ العاطفي| سببه ضعف تقدير الشخص لنفسه، أو شعور الشخص بأنّه لا يستحق| الحب| ، أو| التقدير|.
مما يجعله يبحث عن أي شيء يعطيه| التقدير| المفقود، وحتى يحلّ| الشخص| هذه المشكلة يجب عليه أن يقوم بإنجازات حقيقية، وأن يعلم
بأن |التقدير| ينبع من ذاته، ويقلّل من احتياجه للآخرين.
4) الفراغ الوجودي:
كثيرٌ من شباب اليوم عندما تسألهم عن سبب وجودهم، أو عن هدفهم، أو لماذا هم خلقوا؟
لا يجيبوك على شيء لأن جل اهتمامهم أصبح أن ينهوا أعمالهم اليومية، وإذا شعروا بضغوط ذهبوا |لأطباء نفسيين|،
ولكن |الدين |يعطيك الإجابة على كل ما سبق وأنّ الحياة هي حياتين:
- الأولى هي إبتلاء وإختبار وفي نهايتها سيحاسب الكل على قدر ما فعل بها، وأن روحك ليست ملكك، ولا يحق لك إنهائها، أو أذيّة غيرك،
- و|الحياة الثانية| هي |الآخرة|.
كيف نتعامل مع الهشاشة النفسية؟
|الجسد| لديه نظام توازن خاصٌ به، ويساعد في تجاوز| الفترات النفسية الصعبة| ، ولكن يحتاج منك| الصبر| على نفسك من دون إستعمال
| الأدوية| إلا إذا كنت بحاجة قصوى لها.
بعض النصائح لتجاوز |الحالة النفسية السلبية| :
1) عدم الإستسلام للحزن، والضيق، وعدم التفكير في الحالة السلبية.
2) مشاركة الأهل والأصدقاء أجمل اللحظات، والحصول منهم، ومن دوائر الدعم القريبة على الدعم اللازم.
3) ملء الفراغ بالمطالعة والإجتهاد في المعيشة.
4)أعطِ نفسك بعض الوقت لتعالج نفسك بنفسك دون تدخل علاجي.
5) عدم اللجوء للأطباء أو المدربين إلا عند وجود سبب حقيقي لذلك.
6)القيام بالعبادات والتنزه والترويح عن النفس.
7) حماية الجسم من خلال ممارسة الرياضة، وإتباع نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين أو المخدرات.
أما بالنسبة للهشاشة النفسية أفضل حل لها أن تترك هاتفك، وتبدأ |العمل|
أو أن تعتمد على نفسك في أعمالك، و أن تتحمل مسؤولية نفسك، وتستقل مادياً عن أهلك
وأن تعوّد نفسك على مواجهة أخطاءها، وتحمّل مسؤولية أفعالها، وأن تصبر على المكاره والصعوبات
وتهذب نفسك وتخالف أهوائها ومطالبتها لك بالراحة
. كل ذلك سيزيد من خبرتك في التعامل مع الواقع، ومواجهتك للصعوبات.
بقلمي دنيا عبد الله
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك