من كتاب التواصل غير العنيف لمارشال روزنبورغ
من كتاب التواصل غير العنيف لمارشال روزنبورغ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
هذا الكتاب يتحدث فيه الكاتب عن نوع من أنواع العنف الذي نستخدمه يومياً، وهو العنف السلبي،
وكيفية التعامل معه بإيجابية من خلال أربع خطوات:
1)الملاحظة:
نحن عادةً عندما يحدث معنا شيء ما نقوم بمراجعة الموقف لنحكم عليه ونقيّمه، وهي عملية غير سهلة، والفرق بين |الملاحظة| بلا تقييم، والملاحظة بتقييم تتبلور في ثلاث أمور :
1- الأفعال غير التقيميّة التي تحمل صفة تقيميّة،
كقولك لطالبٍ مثلاً أنه قد درس في الليلةٍ السابقة للإمتحان بلا توقف، فأنت هنا لم تقوم بتقيّمه ولكن شعورياً هو شعر بثنائك لما فعله.
2- الإشارة لمسؤولية المتكلم عن التقييم:
كأن أقول لك بناء على ما أعتقده أنك كريم؛ هنا قمت بتقييمك من دون أن أعلم مدى صحة اعتقادي.
3- الخلط بين التكهنات والأمور المؤكدة:
كأن أقول لك إذا لم تأكل بشكل متوازن فإنك ستمرض، هنا قمت بتقييم الموقف حسب ما اتكهن إليه، ولكن من المفروض أن أصيغ جملتي بشكل غير جازم لأعبر عن الأمر المؤكد في هذه الجملة.
نحن في العادة نقوم لاشعورياً بدمج تقييمنا للأمور مع الملاحظة، وهذا يمكن أن يقلل من احتمالية تفهمنا، أو تفهم الطرف الآخر لنا.
2) تحديد المشاعر:
هي عملية بسيطة ولكن في أغلب الأحيان لا نعلم كيف نقوم بها حيث نتشتت ما بين تقييمنا لشيء نشعر به، وما بين تقديرنا للموقف.
مثلاً إذا عبّر شخص ما عن حالته بقوله أنا أشعر بأني| فاشل| لأن هذه الصفقة لم تتم،
ليس بالضرورة أن يكون تعبيره هذا ناتج عن |شعور |حقيقي، فهو هنا وصف ما حصل، ولم يعبر عن شعوره،
ولكن إذا أراد أن يعبر عن شعوره كان من الممكن أن يقول أنا أشعر بخيبة الأمل لأن الصفقة لم تتم.
3) الاحتياجات:
أي الإعتراف بالدافع الحقيقي وراء مشاعرنا، ويمكن أن نقسمها إلى| مسؤولية| المشاعر، والإعتراف بالدافع.
عندما أقول بسبب الغائهم للعقد شعرت بالغضب، فهنا أنا أتحمل مسؤولية مشاعري،
ولكن عندما أقول لشخصٍ ما أنت لا تفهمني فإني أعبّر عن حاجتي للتفهّم ومن واجب الطرف الثاني الإعتراف بالدافع الذي قد منعه من فهمي.
4) الطلب:
فمثلاً عندما تقول لابنك قم بقص شعرك بصيغة الأمر هذه يمكن أن يقابل طلبك بالرفض، ولكن إذا طبقت خطوات |التواصل| الغير عنيف بأن تقول مثلاً،
شعرك أصبح طويلاً وقد يعيقك وأنت تقود الدراجة ما رأيك أن تقصه؟
هنا أنت لاحظت، وعبرت عن شعورك واحتياجك،وطلبت بشكل| غير عنيف|، وهذا سيجعل ابنك يستجيب لطلبك.
المحافظة على التواصل الغير عنيف تتلخص في فكرتين:
1) التعاطف ومنح الانتباه،
وهما شيئان ليس بالسهل تقديمهما حيث يتطلبان الحضور، و|التركيز| الكامل بالرسالة التي يحاول الشخص إيصالها لك.
2) الإصغاء للمشاعر والاحتياجات:
مثلاً إذا امرأة شعرت بالضيق فعلى زوجها التعاطف مع هذه |المشاعر| ولكن دون أن يحمل نفسه |المسؤولية|
فبدلاً من أن يقول لها هل تشعرين بالضيق بسببي؟
يجب أن يقول لها هل أنتِ بحاجة لتواجدي أكثر؟
. أي أن يصوغ الشخص كل شيء يسمعه بشكل واضح لاستنتاج المشاعر الكامنة وراء كلامهم.
فحوى الحديث أن هذه الخطوات الأربع التي تحدثنا عنها توصلنا لاحتياجاتنا بشرط الإلتزام بالتعبير من |غير عنف |بصيغة| الكلام| المستخدم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك