من كتاب .. "صناعة اللوم"
(الجزء الأوّل)
من كتاب .. "صناعة اللوم" (الجزء الأوّل) |
من كتاب .. ( صناعة اللوم ) الجزء الأوّل :
- اللوم موجودٌ حولنا في كلّ مكان فأي خبر تسمعه أو أي تفصيل سلبي يحدث خلال حياتك تبحث عن أحد لتلقي اللوم عليه مثلاً إن سمعت خبراً أن طفلاَ وقع من باص المدرسة بالتأكيد سيخطر ببالك أنّ الخطأ يقع على سائق الباص أو ربّما على المشرف على الباص أو حتى تلوم أهل الطفل لأنهم لم يتقنوا تعليمه كيفية النزول من باص المدرسة فاللوم يحيط بنا في كل تفصيل حتىّ أصبح سلوك طبيعي نمارسه جميعاً.
هذا الكتاب يتحدّث عن أسباب اللوم وكيفيّة صناعته.
- اللوم مهمّ لأنّه قد يساعدنا في تفسير أسباب المواضيع العديدة ويسهّل إشراك الآخرين ووسيلة مريحة لإيصال المقصود وهو |لغة| للتهديد وللدفاع عن النفس وإلقاء المسؤولية على الغير وتتميّز هذه اللغة بالعاطفية حيث نلجأ لها بعد شعورنا |بالغضب| والإنفعال مما يضيق مساحة رؤيتنا للحقيقة ولكنّه له دور مهم في بناء القاعدة الأخلاقيّة للجميع فهو مفيد ولكنّه يحوي بعض الأضرار وممكن أن يترك |أثار نفسيّة| سيئة للإنسان الذي يقع عليه اللوم ويترك جروحاً عاطفيّة حتّى الشخص الذي يصدر اللوم منه قد يتعرّض للسخرية وحتّى أحياناً المحاكمة القضائية.
- لذلك اللوم أداة خطيرة يمكن أن تقلب الحق والباطل ووقد تسبب أحياناً تشوّه الحقيقة.
فما أسباب اللوم :
التهرّب من تحمّل المسؤوليّة :
- الأشخاص عموماً يفضلون إلقاء المسؤوليّة على غيرهم كالأشخاص الذين يتعرّضون لمشاكل في حياتهم ويعتقدون أنّ أحداً قد سبب لهم |الحسد| أو قام بعمل عملٍ لهم ولكن في الحقيقة هم يبحثون عن سبب لإلقاء اللوم عليه وهذا السبب يجب أن يتحمّل تبعات ومسؤولية ما يحصل معهم وكذلك المدير الذي يرمي خسارة شركته على الموظفين والأب الذي يلوم زوجته على تقصير أبنائه في |الدراسة|.
الوصم :
- هو عادة قديمة إنتشرت عند |اليونان| القدماء حيث كانوا يقومون بترك علامة عند المجرمين بحرق جزء من أجسادهم أو غيره وهذا كان إشارة إلى أنّ هذا الشخص مجرم ليتم نبذه وأصبح الوصم يتم بشكل غير مباشر حالياً ويتم وصف الأشخاص بالمعاق أو الفصامي أو |المريض النفسي| وهذا يسبب في نظرة المجتمع لهم نظرة دونيّة وإلقاء اللوم عليهم في أشياء ليس لهم بها صلة فيتم التعامل معه على أساس الوصف الذي وُصف به وعلى أنّه مشكلة تنطلق منها باقي المشكلات.
الخطأ في الإسناد الأساسي :
وهنا يعني بأن تقوم بإلقاء فشلك على أسباب خارجيّة كالظروف أو الرفقة السيئة أو الحظ بينما |النجاح| ننسبه لنا بشكل خاص و مهاراتنا وقدراتنا وهذا ينبع من رغبتنا في الظهور بأفضل صورة حتّى في عين أنفسنا ونستخدم اللوم في هذه الأشكال :
- عندما نكون نحن المخطئين فنعمل على التخفيف من آثار أخطائنا على الآخرين.
- وفي حال كنا نحن الضحايا نشتكي من ظلم الناس ونرثي أنفسنا ما عانيناه , وهذا يسبب في تشوه رؤيتنا للحقيقة ومعرفة من المخطئ ومن الضحية.
مشاعر الذنب والخزي :
- وهذه تعتبر جزءاً من مشاعر اللوم وعدم إمتلاكها عند شخصٍ ما قد تكون مشكلة فهي تعتبر وسيلة للرقابة الذاتيّة وعند غيابها نفقد سيطرتنا الإجتماعيّة والأخلاقيّة على تصرفاتنا.
هذا كان الجزء الأوّل من المقال لمتابعة القراءة إنتقل إلى المقال التالي 🌸🌸
بقلم دنيا عبدلله 📚
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك