هل أنت تحب؟ أم واقعٌ في الحب؟
هل أنت تحب؟ أم واقعٌ في الحب؟ |
ما قرارك؟
مشاعر الإنسان تتخبط ما بين بعضها, و تتعارك ما بين تناقضاتها ..
حديثنا اليوم عن الفرق الهائل بين الحب .. و الوقوع في الحب ..
ما هذا الغباء؟ !
كلاهما مصطلح واحد .. و غاية واحدة ..
أعتذر على هذه الصدمة اللطيفة , صحيحٌ أنَّ الشغف ذاته غالباً .. لكنَّ الحقيقة الأدبية و العلمية , تثبت أنَّه شتّان ما بين المصطلحان ..
ما هو الحب
فالحب هو شعورٌ مريح , يجمع سعادة العالم كلها في قلبك .. و دون مقابل .. دون انتظار .. دون ضياع ..
هو أن تتمنى الأفضل للطرف الآخر , دون الانحياز للأنانية أو الغَيْرَة , أو حتى الشعور بهما ..
هو أن تعطي طاقاتٍ كونيّة .. لكن دون أن تشعر بنقصان .. دون أن تقوم بتضحيات عظيمة و ضخمة ..
هو أن تكون على استعداد تام لدعم قراراته , اختياراته , أعماله , أحلامه .. لكن دون أن تضحي بأشيائك الخاصة , بأفكارك , بذاتك ..
غالباً الحب ينتهي , مع مرور الزمن , ستصل لنقطة معينة , عندما ترى أنك حققتَ غايتك تجاه الطرف الآخر, و بات سعيداً .. ستنتهي مشاعرك نحوه , فهو لا يدوم إلى نهاية حِقْبَة الزمان , و قابل للانتهاء بأي لحظة ..
يتفق مع الإعجاب كونه حالة انبهار , لكن فترته تكون أطول منه بقليل ..
الوقوع في الحب
يأتي هكذا .. فجأة .. و دون قرارٍ أو تخطيط مسبق ..
في كل مرة تفضيي في فكرة الخضوع .. تجد نفسك غارقاً أكثر .. تحلُّق أكثر ..
الوقوع في الحب لا يكون اختياراً , بل أمراً روحانياً فطرياً .. بغض النظر عن مقدرتك بالتحكم بعواطفك , و درجة سيطرتها على قراراتك .. و حتى و لو أخذت قراراً عقلانياً بالانفصال عن أحدهم , كون يختلف بالكثير من الأمور ..إلا أنك تبقى تهبط في قاعٍ مجهول .. بكل سعادة و امتنان .. آملاً الوصول ..
قرارك بالانفصال سيكون قرارك المميت , على عكس الحب الذي ستكون مرن به ومتقبّل له ..
ستُغلق الأبواب أمام قلبك اللطيف , وستشعر أنَّ روحك ضائعة .. مهما بلغت من السعادة .. ستظلُّ تبحث عن خلاصك ..
في حالة الوقوع في الحب .. أنتَ بحاجة لرؤيته على الدوام , على عكس الحب .. تحتاجه فقط حالة حزنك أو بثك الطاقة إليه ..
عندما تحبين أحدهم , لا تدخل في دوامة إثبات الوجود أمام جميع معارفكما , عرفك العالم أنك معه أم لا .. هذا لا يهم ..
عكس الوقوع في الحب .. شعور الإلحاح للتعرف على عائلته , و الاعتراف أنك شريكه .. يرتفع كلما ازدادت العَلاقة عمقاً و طولاً زمناً ..
و بهذا نكون قد ميّزنا ما بين " الحب " , و " الوقوع في الحب " ..
نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم ...
بقلمي شهد بكر✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك