العصر الحديث وماينطبق عليه من أحكام خاطئة
العصر الحديث وماينطبق عليه من أحكام خاطئة |
العصر الحديث والأحكام الخاطئة الّت تنطبق عليه :
لو قمت بمقارنة بين |الوقت| الحاضر والأيام السابقة لوجدت أنّ هناك تغييرات لا يمكن إحصاؤها فمثلاً منذ زمن كان لا يحصل على الشهرة إلا من قام بتقديم إنجاز حقيقي بينما في الوقت الحاضر أصبح بإمكان أي أحد أن ينال الشهرة ويجني الأرباح وحتّى يصبح مؤثّر في العديد من الناس فما السبب؟
- في السنوات الأخيرة قد أصبح هناك اتساع لكميّة الأشياء المقدّمة للعالم فأصبح بإمكان الجميع أن يكون مؤثّراً وهذا الإتساع أو الحراك قد يكون مفيداً بعض الأحيان ولكنّه لا يخلو من الأضرار فإن كثرة الأشياء المقدّمة تؤثرّ على نوعيتها لذلك قد نجد أن هناك رداءة في بعض الأشياء المقدمة على وسائل |التواصل الإجتماعي|.
الإعلام بين الماضي والحاضر :
- منذ زمن كانت الجرائد حكراً على فئة قليلة من الناس وهي الفئة المثقّفة التي تعلّمت مبادئ |القراءة| والكتابة والمطلّعة على ثقافات أخرى وكان وسيلة لنقل محتوى فكري غير محرّف أو منقول وكانت تراعي ثقافتهم وآرائهم, ولكن مع |التطوّر| أصبح بإمكان كل الناس تعلّم القراءة أصبحت الجرائد موجّهة للجميع ولم تعد حكراً على الفئة المثقفة فقط بل أصبحت للجميع، فيجب أن تكون الأخبار التي تتضمنّها سهلة الفهم من الجميع كأخبار |الرياضة| و|المشاهير| والفنانين , وأمّا الأخبار فطبعاً الجرائم والفضائح ستكون في مقدمة الأخبار المقروءة بكثرة وهذا بالطبع سيرفع من كميّة الناس التي تقرأ هذه الصحيفة ومعدلات مبيعاتها سترتفع ولكن مستوى |الثقافة| عند قرّاء هذه الصحيفة هل سيرتفع؟ بالطبع لا فإن زيادة قرّاء الصحف لا يعني زيادة عدد المثقفين ومستوى ثقافة الشعب.
التلفاز :
- إنّ برامج التلفاز تهتم بشكل كبير في نسبة عدد المشاهدين وكميّة |الإعلانات| خلال البرامج المقدمة لذلك تلجأ إلى البرامج التي تثير |المشاعر| لدى المشاهدين وقد يلجؤوا لتضخيم الأخبار أو حتّى |الكذب| أحياناً لتشكيل مشاعر عند المشاهد وبالتالي رغبته في الحصول على المزيد من هذه الأخبار وتعتمد على الثقافة الضئيلة عند المشاهد وتوهمه بالثقافة السطحيّة من خلال المسلسلات وحتى البرامج الدينيّة ذات المستوى الضحل معرفيّاً.
- القيمة المعرفيّة لم تعد مهمّة بل المهم هو جذب أكبر من عدد من الناس حتّى ينتج لدينا قطيع من الناس التي قد تقودها فكرة تطرحها الفضائيّات والإعلانات وغيرها.
الإستهلاك :
- أصبحت الفكرة الزائدة للاستهلاك فكرة إجبارية فموضة الإستهلاك شكلّت مشاعر لدى الناس، فأغلب المسلمين لا يأتي شهر رمضان إلا وبدأوا باقتناء كميات ضخمة من الأطعمة وحتّى أصبح شهر رمضان والأعياد مرتبطاً بهذا الإستهلاك حتى تجد أن الأعياد أصبحت سلعة ففرحتك بالعيد تقتضي بشراء الملابس والأطعمة الفاخرة وإن لم تقم بذلك سيتم الحكم عليك من المجتمع وحتى في غير الأعياد أنت ملزم بشراء كل الكماليّات لمنزلك وإلا صُنّفت ضمن قائمة الغير عصري أو متخلف أو بخيل.
الأزياء :
- أصبحت كل شريحة تلتزم بلباس معيّن فأنت مضطر لأن ترتدي من ماركات وبراندات عالمية لتضمن بقاءك ضمن طبقة النبلاء فحكم الناس عليك مرتبط بنوع الملابس ونوع السيارة التي تملكها.
السياحة :
- أصبح |للسياحة| شكل آخر فلم يعد القصد منها التعرّف على |ثقافات الشعوب| الأخرى بل أصبحت أيضاً وسيلة للتفاخر على وسائل |التواصل الإجتماعي|.
التعليم :
- حتّى التعليم لم يعد الطالب يستمر في دراسته رغبة وحباً بالعلم بل أصبح العلم طلباً للشهادة والمفاخرة الاجتماعية فأصبحت الألقاب هي المسيطرة هذا سينتج عنه الكثير من حاملي الدكتوراه مثلاً ولكن هل كلّهم بنفس المستوى الثقافي أم أنّ مستوى شهادة الدكتوراة هي التي إنحدرت وقلّت قيمتها.
عزيزي القارئ هل ترى بأنّ هذه الأحكام والسطحية ستبقى مستمرّة؟ أم أنّه سيأتي عصر يعود فيه كل شيء لوزنه الحقيقي كالتعليم وجوهر الإنسان بغض النظر عن مقتنايته ؟
بقلم دنيا عبدلله 📚
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك