مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/25/2021 06:38:00 م

أحوال متناقضة و بيوت مهدمة 


أحوال متناقضة و بيوت مهدمة
أحوال متناقضة و بيوت مهدمة 
تصميم الصورة : وفاء مؤذن


أحوال متناقضة ما وراء الدمار


 |أحجار ناطقة| :

_ هدوء، سكون، أزقة فارغة، ظلام يحوم حول المكان، رائحة الموت سائدة، مستوطنة في كل الأرجاء، وعلى مد نظرك، أحجار المنازل قد نالت الكثير من معارك طاحنة، أدّت لوقوع معظمها وتدميرها، العصافير بنت أعشاشها فوق الأنقاض، تزقزق فوق رماد الحرب، عندما تقف وترى منزلك الذي قضيت به مراحل عديدة من حياتك، (طفولتك، مراهقتك، شبابك،...)، أصدقائك في كل مرحلة، دفء الذكريات، وحنين المواقف، أصبح كل شيء مجرد رماد، وأنت تقف على الأطلال مستشعراً الماضي، بأدق تفاصيله، نعم إنها أحجار ناطقة.


|قلّة الموت|:

_ البيت السوري ، معروف بحصانته من أهوال الحياة، فتماسك العائلة وبعض العادات، تجعل من المنزل جنة، في وسط جحيم هذه الدنيا، في طفولتنا، عند اجتماعنا حول الموقدة، وتبادل القصص والألعاب الخفيفة، والمطر بانهمار خارجاً، والكستناء رائحتها قد نالت أرجاء كل المنزل، وهي تُسخّن على الموقدة، ودفء قلوب أمهاتنا، الذي يعطي رونق وجمالية لكل حياتنا، هذا وأكثر كان حال البيت السوري، لكن اليوم، لا ترى منزل إلا وترى دموع الأم فقدت أحد أبنائها أو كلهم أثناء الحرب، أوجاع تحيط المنزل بسبب إصابة بعض أفراد العائلة، بجروح ربما تكون خطيرة، منزل قد اشتاقت زواياه لشاب قد غادره، راحلاً مهاجراً، خوفاً من الحرب، تشتّت العائلة بين البلدان، أصوات الصياح كلَّ يوم،  لمعرفة حلٍّ لكسب لقمةِ العيش، فأصبحنا نعيش يومنا، ولا ندري أنستطيع إكمال النهار، ببعض المال الذي نملكه، تعب وإرهاق يجوب كل أفراد العائلة، من كبيرهم لصغيرهم، وكما نقول بالعامية(عم نعيش من قلة الموت...)


|علمٌ زائف|:

_ أهم الأمور لقوة المجتمع، وارتقائه، هو العلم، أن ترفع من شأن الأفراد، وتنوّر العقول، وتضيف صفاء الفكر، فالعمل الصحيح يأتي من الفكر الصحيح.

لكن هل نعطي العلم المكانة التي يستحقها؟

ونتطرّق إلى العلوم بشكل صحيح؟

كلنا ندرك عن ماهية الفساد، وكيف أن روتينها أصبح يشمل جميع أنواع حياتنا، حتى على منهج العلم، المدارس مليئة بأساتذة وآنسات، غير مؤهلين، لا علمياً ولا خلقياً، لكن الفساد يلعب دوره.


الجامعات وكمية الفشل المحاط بطلابه، تسأل اليوم العديد من الطلاب، هل تستفيد من النواحي العملية لدراستك؟ هل يوجد إمكانيات في الجامعة قادرة على إيصالك لمرحلة تتعامل مع أرض الواقع بسلاسة ؟ هل تأخذ حقك في معظم الامتحانات التي تقوم بإرهاق نفسك لها؟

سترى معظم الأجوبة، لا، لا، لا،لا.....


هذا يدل على أنّنا شعب، أرضيته العلمية ركيكة، ولا يوجد ثبات صحيح لفكر قادر على نهوض المجتمع، فقط مجرد أسماء وألقاب نتباهَ بها، عقول فارغة، وكلام بدون عمل، نعيش الزائف ونجعل منه حقيقة، فقط بعقولنا.


أشرنا إلى بعض آثار ما خلفته الحرب، على مدار هذه السنين، والكلام لا ينتهي، للأسف جوانب حياتنا، مليئة بنقاط مغلوطة يجب إعادة النظر لها، ومحاولة إصلاحها.


لكن كأيّ شابٍ واقف على ناصية الحلم، محاولاً القتال، يرجو من أفراد مجتمعه، النهوض، وكف الغبار عن عاتق الماضي، وماسحا لغشاوة عينيه، لصنع مستقبل مشرق، الغرب يقولون أن العرب يمدحون أنفسهم ويتفاخرون بماضيهم فقط، وهم يعجزون عن فعل أي شيء،


فلنثبت أننا نفتخر بماضينا ،ونحارب بحاضرنا، ونبني مستقبلاً مليء بالإنجازات.



بقلمي أحمد القادري ✍️

تصميم الصورة : وفاء مؤذن🖌️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.