ما هو الكذب ولماذا يكذب البشر؟ - الجزء الثاني
ما هو الكذب ولماذا يكذب البشر؟ - الجزء الثاني - تصميم ندى حمصي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول ما هو الكذب ولماذا يكذب البشر؟.....
الكذب:
لماذا نلجأ إلى الكذب؟
في دراسةٍ أخرى على فئاتٍ عمريةٍ متنوعةٍ، حاول الدارسون معرفة أسباب الكذب فوصلوا إلى النتائج التالية:
1) محاولة تجنب العقاب:
وهذه المعلومة مفيدة جداً لإعادة هيكلة العلاقة بين الأهل والأبناء، وإعادة النظر في طرق التربية، فنحن عملياً ندفع أبناءنا إلى الكذب دون أن ندري من خلال أسلوب العقاب الذي نتبعه معهم، رغم جميع محاولاتنا لدفعهم إلى قول الحقيقة.
2) الحصول على فائدة ما:
مثل تحقيق المكاسب المادية، أو الوصول إلى منصبٍ معينٍ، وهذا بكل أسفٍ ما نجده كثيراً في مجتمعاتنا العربية، وهو أحد أهم مظاهر الفشل الإداري والفساد، والأسوأ أن ذلك أصبح شكلاً من البراعة والتفوّق، فنحن نصف الشخص الوصولي والانتهازي بأنه يعرف من أين تؤكل الكتف، وكأننا نمدح الكاذب والمحتال ونجيز له ما يفعله، وكثيراً ما نقول "حلال على الشاطر". فمن أكثرَ من شيءٍ عُرف به، ومن يهن يسهل الهوان عليه، فعندما تنتشر في المجتمع مثل هذه الثقافة، فإن ذلك يساهم في نشر جميع أشكال الرشوة والمحسوبيات، ويشوّه القيم الجميلة والأخلاق النبيلة التي كنا نتغنّى بها، وأصبحنا نخجل منها، فصاحب المبدأ أصبح بنظر المجتمع جباناً وضعيفاً، وسعينا خلف المكاسب المادية جعلنا نختلق المبررات لكل ما كنا ننكره ونستهجنه.
3) حماية شخصٍ آخر من الأذى:
ونجد مثل هذا المبرر عند المراهقين غالباً فهم يجهلون تماماً مخاطر التستر على الخطأ والمخطئين، ويعتقدون بأنهم يسدون خدمةً لأحد رفاقهم، ولا يدركون خطورة ذلك على الصعيد العام وعلى المصلحة العامة.
4) |اكتساب الإعجاب| والاحترام من الآخرين:
فكثيراً ما يلجا الناس للكذب في محاولةٍ لإعلاء شانهم بين مجموعةٍ من الناس، وهذا غالباً ينبع من شعورهم بالنقص، أو بأنهم أقل شأناً من هؤلاء الناس، وبأنهم لا يستحقون الوجود بينهم إلا إذا كانوا بمثل أهميتهم. وأحياناً يكذب الناس لكي يوهموا الآخرين بأنهم غير من يظنون وبأن شأنهم أعلى بكثيرٍ مما يعتقدون.
5) الخروج من |موقف محرج|:
فقد يكذب الإنسان لكيلا يجد نفسه في موقفٍ لا يُحسد عليه، أو لكي ينجو بنفسه من موقفٍ محرجٍ وجد نفسه فيه فجأةً.
6) تجنب المهانة والإذلال:
فكثيراً ما يجد الإنسان نفسه مضطراً للكذب لكي لا يُفتضح أمره، ولكي ينجو بنفسه، ناسياً أو متناسياً بأن حبل الكذب قصير وبأن الحقيقة لا بد أن تظهر.
7) الحفاظ على |الخصوصية|:
فمعظم الناس يرغبون بالاحتفاظ بقدرٍ ما من الخصوصية، وإذا وجدوا أنفسهم مكشوفين بشكلٍ ما فهم يلجؤون إلى الكذب لإظهار ما هو غير حقيقي والاحتفاظ بالحقيقة لأنفسهم.
8)|ممارسة السلطة| على الآخرين:
وذلك من خلال إيهامهم بأهميتنا وقدرتنا الاستثنائية، وهذا النوع من الكذب نجده كثيراً عند السياسيين، الذين يعتمدون كثيراً على نشر المعلومات الكاذبة التي يعجز معظم الناس كن كشف حقيقتها في سبيل بسط سيطرتهم على الناس.
هل للكذب مستويات؟
يمكننا أن نفرّق بين عدة مستوياتٍ للكذب، فالكذب الأبيض الذي لا يضرُّ أحداً هو كذبٌ مبررٌ ومقبول، والكذب على الأعداء قد يجعلنا أبطالاً، ولكن الكذب الذي يمكن وصفه بأنه مرضيٌّ فهو شيءٌ آخر، فالكذّاب هو من يكثر من الكذب، حتى يصبح كلُّ ما يقوله كذباً برأي الناس، وقد يتحوّل الكذب لدى بعض الناس إلى نمط حياةٍ وأسلوب تعاملٍ مع الآخرين، بحيث يصبح الكذّاب جاهلاً لحقيقة أنه يكذب، بمعنى أن يصدّق كذبه ويستغرب عدم تصديق الناس له.
هل يمكن كشف الكاذب من حديثه وسلوكه؟
يقول معظم علماء النفس بأن ذلك ليس أمراً سهلاً غالباً، فقد نلاحظ على الكاذب بعض العلامات التي تدل على كذبه، مثل الارتباك وبعض حركات الوجه والأصابع واليدين، ولكن معظم الناس لا تظهر عليهم مثل تلك العلامات، وخاصةً من يعتادون على الكذب، ولا ننسى بأنه يمكن بالتمرين الكذب على أجهزة كشف الكذب نفسها.
شاركنا المقال لكي تعم الفائدة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك