ماذا تعرف عن ابن خلدون
(الجزء الثاني)
ماذا تعرف عن ابن خلدون .. (الجزء الثاني) |
تكلّمنا في المقال السابق نشأة حياة ابن خلدون وسنكمل في هذا الجزء عن المبادئ الأساسيّة الّتي وضعها لكتابة التاريخ .
المبادئ الأساسيّة التي وضعها ابن خلدون لكتابة التاريخ :
- هناك عوامل جسدية و مادية و طبيعية تؤثر على المجتمعات و تاريخها فلا بد من البحث عنها و فهمها.
- البشر كائناتٌ اجتماعية فلا يمكن دراستهم كأفرادٍ بل كمجتمعات، ولذلك نحتاج إلى تعاونٍ و تنظيمٍ اجتماعيٍ و سياسيٍ، فالوحدات الأساسية لكل مجتمعٍ كقبائل أو أسر أو قرى أو غيرها هي ما تحدد طبيعة ذلك المجتمع و تؤثّر على تطوره و تاريخه.
- أطلق ابن خلدون على التنظيم الثقافي للمجتمع مصطلح العمران البشري و بيَّن تأثره بالجغرافيا و المناخ فيجب أخذهما بالحسبان عند كتابة التاريخ.
- هناك فرقٌ كبيرٌ ومهمٌ بين البادية و المدينة من حيث النشاط الإقتصادي و النظام السياسي و الإجتماعي فالبدو يتميزون بتضامنٍ قويٍ تحت راية زعيم القبيلة وذلك ما يسمّى بالعصبية القبليّة التي تمنحهم قوةً تسمح لهم بهزيمة الحضر رغم تفوقهم والسيطرة على مدنهم.
- تميل المدن إلى التفكك والإنحطاط تدريجياً بسبب الغنى وسهولة الحياة و الملذات.
- أراد ابن خلدون من هذه المبادئ أن تساعده على إخراج تاريخٍ صحيحٍ بلا أخطاء ولكنه إستطاع من خلالها أن يحول التاريخ إلى علم و بذلك أصبح ابن خلدون المؤسس الحقيقي لعلم التاريخ بالاضافة لكونه مؤسّس |علم الإجتماع|.
- عندما وصل ابن خلدون إلى مصر استقر في |القاهرة| التي أدهشته بكل ما فيها من مبانٍ وحضارة و أنماط اجتماعية و ثقافية متنوعة ما دفعه إلى مراجعة مقدمته و تاريخه، وعندما اصطحبه السلطان إلى |فلسطين| و |سوريا| في فترة هجوم تيمورلنك استطاع أن يكتسب الكثير من المعارف و الخبرات جعلته يطور كثيراً في أسلوبه و في كتاباته.
- توفي ابن خلدون سنة 1406م وهو لا زال يراجع مقدمته و تاريخه الذي بلغ سبعة مجلدات و ينقِّح فيهما.
- من أهم ما قيل عن ابن خلدون هو ما قاله أحد أكبر المؤرخين في القرن العشرين إذ قال: " وبلا ريبٍ هو الشخص البارز في تأريخ الحضارات" كما قال أيضاً عن العمل الذي قدمه ابن خلدون: " عملٌ لم يقم بمثله انسانٌ في أي زمانٍ و مكان" و قال كذلك : " إن من يقرأ ابن خلدون لا يمكن إلا أن يتملَّكه شعورٌ بالاعجاب بهذا العبقري الفذ الذي استخدم مادته العلمية و أسفاره و مشاهداته في تسجيل تاريخٍ حقيقي لسائر الأمم و الشعوب".
لطفاً و ليس أمراً شارك المقال.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك