مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/17/2021 07:52:00 م

  كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني

كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني
  كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثاني

تكلمنا في مقال سابق حول كيف أبحر فرويد في النفس البشرية......

نظريات فرويد


ما هو اللاشعور عند فرويد؟

أطلق فرويد على ما يسمى العقل الباطن اسم اللاشعور، واعتبر اللاشعور  خلاصة الرغبات والخبرات المكبوتة في أعماق الإنسان منذ طفولته المبكرّة، تلك الخلاصة التي تترك أثرها في كل تفاصيل ومراحل حياة الفرد في المستقبل، كما رأى فرويد بأن تلك المشاعر المكبوتة لن تبقى مكبوتةً إلى الأبد، فهي ليست ميتة، بل حيةً ونشيطةً وتنتظر متربصةً اللحظة المناسبة لكي تنفجر،ولذلك فإنها كثيراً ما تظهر من خلال ردود الأفعال والهفوات الصغيرة والأحلام والأعراض المرضية. ولذلك يرى فرويد بأن السنوات المبكرة من حياة الفرد هي أهم مرحلة في حياته، لأن الخبرات التي يكتسبها خلالها ستبقى معه دائماً وستؤثر في مستقبل الفرد وبالتالي فهي تؤثر في المجتمع كلّه.


رؤية فرويد للشخصية البشرية:

رأى فرويد بأن الشخصية البشرية تتكون من ثلاثة مكونات أساسية هي: 

"الهو والأنا والأنا الأعلى"، فقد أطلق على الغرائز الحيوانية المجبولة مع النفس البشرية اسم "الهو" الذي لا زال بدائياً ولم يتعلّم أو يكتسب الخبرات الحياتية ولم يتعرّف على متطلبات الحضارة، فهو باختصار يجسّد النفس المشتهية، و يحتوي على جميع غرائزنا الحيوانية التي تحتاج إلى الإشباع دون أي اعتبارٍ للقواعد أو القيم والمعايير التي يفرضها المجتمع والأخلاق العامة، ويعمل "الهو" دائماً بحسب مبدأ اللذة والمتعة، ويستمد "الهو" طاقته من الاحتياجات الفيزيولوجية للإنسان مثل الطعام والجنس،. ويقبع "الهو" قي منطقة اللاشعور فيبقى بعيداً عن مجال التحكم الإرادي للإنسان.


ما معنى "|الأنا|" عند فرويد؟

أما مكوّن "الأنا" كما يراه فرويد فهو شخصية الإنسان الأكثر اعتدالاً واتزاناً، وهو يمكث في منطقةٍ ما بين "|الهو|" و"الأنا الأعلى"، فهو يقتبس من هذا وذاك ويتأثر بكليهما، ولكنه مرتبطٌ بقيم المجتمع ومفاهيمه ومبادئه، وكثيراً ما يلبّي "الأنا" بعض الغرائز التي يطلبها "الهو" ولكن بصورةٍ متحضّرةٍ يتقبّلها المجتمع ولا يرفضها "الأنا الأعلى".

ويعمل "الأنا" بحسب الواقع، فهو يمثّل الإدراك والوعي والتفكير والحكمة، كما أنّه يُشرف على كل ما هو إرادي لدى الفرد.


كذلك اعتبر فرويد بأن "الأنا" هو مركز الشعور، رغم أن الكثير من عملياته تتواجد في منطقة ما قبل الشعور، ولا تظهر للشعور إلّا إذا تتطلب الأمر ذلك، كذلك رأى فرويد بأن "الأنا" يسعى دائما لتحقيق التوازن بين رغبات "الهو" البدائية وغير المتحضرة وبين المعارضة التي يبديها كلٌّ من "الأنا الأعلى" والعالم الخارجي متمثلاً بالمجتمع، وعندما يفشل "الأنا"  في تحقيق ذلك التوازن فإنه سيضطرب و يصيبه القلق والإرباك، فيلجأ إلى البحث عن مجموعة من الحلول والحيل الدفاعية لتخفيف قلقه وهذا ما يوقعه كثيراً في المتاعب.


ما هي "الأنا الأعلى" بحسب فرويد؟

أمّا "الأنا الأعلى" تَبَعاً لرؤية فرويد فهو شخصية الإنسان النموذجية والمثالية والمتكاملة في تحفظّها وعقلانيتها، فهو يعمل بناءً على ما تلقاه من قيم المجتمع وأخلاقياته ومبادئه، وهو بعيدٌ كلَّ البعد عن الغرائز والشهوات والملذّات، وهو ما يمكن تسميته بالضمير، وهو عصارة الخبرات والمعارف والأخلاقيات التي تعلّمها الطفل من أسرته ومدرسته ومجتمعه. ولكن "الأنا الأعلى" مثاليٌ جداً وبعيدٌ عن الواقع، ويسعى للكمال الذي لا يمكن إدراكه أبداً، فهو على تعارضٍ دائمٍ مع "الهو" ، وهنا يأتي الدور الحاسم لل"أنا"، فإذا استطاع تحقيق التوازن بين الـ"هو" و"الأنا الأعلى" عاش الإنسان متوازناً، أما إذا تغلّب أحدهما على الآخر فسيفقد الإنسان توازنه وستصبح شخصيته مضطربة.


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.