كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثالث
كيف أبحر فرويد في النفس البشرية - الجزء الثالث |
تكلمنا في مقال سابق حول كيف أبحر فرويد في النفس البشرية......
|التداعي الحر| الذي ابتكره فرويد
ما هي طريقة التداعي الحر التي ابتكرها فرويد؟
اكتشف فرويد بعض الطرق للتغلب على بعض العيوب البشرية والتخلص منها، وخاصةً ما هو مكبوتٌ أو مختبئٌ وراء مشاعر أخرى، منها أن نجاح العلاج النفسي يقتضي بالضرورة تواصل العلاقة بين المريض والطبيب النفسي، فلجأ إلى حثِّ المرضى على ذلك بطريقة الإيحاء، ولكنه وجد أنها غير كافية، فابتكر ما يسمى بطريقة التداعي الحر، بحيث يطلب من المريض أن يطلق العَنان لأفكاره، تاركاً لها المجال لكي تسترسل من تلقاء نفسها دون قيدٍ أو شرط، بحيث يتكلّم المريض عن كل ما يخطر بباله دون إخفاء التفاصيل التي قد تبدو تافهةً أو معيبةً أو حتى مؤلمة ، فاستطاع بهذه الطريقة أن يكتشف الكثير من الحقائق، فمثلًا عرف لماذا يصعب تذكّر بعض الحوادث والتجارب الشخصية الماضية، لأنها قد تكون مؤلمةً أو معيبة للنفس ، فتميل النفس إلى إنكارها ونسيانها، وعند محاولة تذكّرها تظهر صعوبةٌ كبيرةٌ في نقل تلك الذكريات إلى منطقة الشعور لأن النفس ستقاوم ذلك بشدة. واعتماداً على هذه الملاحظات وغيرها كوّن فرويد نظريته في الكبت التي اعتبرها حجر الأساس في بناء التحليل النفسي.
نهايةٌ حزينةٌ لرجلٍ عظيم:
توفيّ سيجموند فرويد في عام 1939 عن عمرٍ تجاوز ثلاثةً وثمانين عاماً، بعد صراعٍ عنيفٍ مع مرض السرطان، الذي حاول إخفاءه كثيراً دون جدوى، وقد دفعته معاناته مع ذلك المرض إلى محاولة الانتحار عدة مرّات. ورغم رحيل فرويد عن هذا العالم فإن ما تركه وراءه من علمٍ ومؤلّفاتٍ كفيلٌ بأن يُبقي ذكره لأجيالٍ وأجيال.
بعض الآراء حول فرويد:
رغم كلِّ ما قدمه فرويد من إسهامات واكتشافاتٍ في علم النفس البشرية وعالمها، إلّا أن الدراسات الحديثة وجدت بأن ما توصّل إليه فرويد لم يكن كله صحيحاً أو دقيقاً، وقد واجهت أفكاره الكثير من الانتقادات ممن جاؤوا بعده، خاصةً ما يتعلّق بنظرة فرويد الجامدة للجنس عند الإنسان، فهو ينسب الكثير من الاضطرابات النفسية إلى عوامل جنسية فقط، ويغفل أو يتجاهل الجانب الاجتماعي وكيفية تأثيره في بناء الشخصية البشرية ودوره الفعّال في خلق الكثير من العقد الجنسية. ولكن رغم كل تلك الانتقادات فقد كان لفرويد أثرٌ عظيم وفضلٌ كبيرٌ في تطوّر علم النفس ووضع الكثير من المبادئ التي لا زالت تستخدم في العلاج النفسي حتى الآن. وإذا أردنا فهم فرويد جيداً فعلينا العودة لطفولته المبكرة فقد كان الأخ الأكبر لثمانية أخوةٍ وكان أكثرهم ذكاءً وانفتاحاً على الآخرين، ما جعل والديه يفضّلانه على أخوته ويقدّمان له ما لم يقدماه لهم، ولقد اضطر فرويد إلى الانتقال مع أسرته إلى مكانٍ غير مسقط رأسه
فعانى في ذلك ما عاناه وبدأت مع تلك المعاناة تظهر وتتكون ملامح شخصية فرويد التي أطلقها إلى العالم.
بعض أهم مؤلفات فرويد:
ترك فرويد خلفه الكثير من الكتب والمؤلفات التي لا زالت مرجعاً علمياً قيّماً، ولعل من أشهرها الكتب التالية: الطوطم والمحرمات، النرجسية الجنسية، تفسير الأحلام، مستقبل الوهم، وغيرها الكثير.
إذا أعجبك ما قرأت فشاركنا ولو بتعليق.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك