مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/14/2021 04:59:00 م

 رحلة بحث فيما قدمه دان براون _ الجزء الثاني

وجدنا في الجزء السابق من هذه المقالة بأن جميع روايات دان بروان تشتمل على الجانبين العلمي والديني وتتميز بالتشويق وباعتمادها على شيءٍ من الحقيقة في إثارة الكثير من الشكوك والتساؤلات بين الناس، ولكن روايته الأخيرة "الأصل" احتوت على جوانب جديدةٍ أظهرت أكثر ما أراد براون قوله في رواياته السابقة، فهي تقوم أصلاً على الذكاء الاصطناعي الذي يلعب الدور الرئيسي في القصة وطروحاتها ولكنها تضّمنت جانباً قوياً جداً من الإلحاد.


|روايات دان براون|

|رواية الأصل|:

تدور القصة حول البطل إدموند كيرش الذي يتصف بالعبقرية في مجال صناعة الحواسيب وبرمجتها ما جعله ثرياً جداً ولكنه ملحدٌ متطرف، فهو يقول صراحةً في الرواية بأن هدفه هو القضاء على الدين بواسطة ما اكتشفه، وذلك خلال خطابٍ يلقيه على مئات الشخصيات الهامة في المجتمع الإسباني، حيث تدور أحداث القصة في إسبانيا، ولكنه يُقتل خلال الخطاب قبل أن يُفصح عن اكتشافه الخطير، وهنا يأتي دور المحقق الخاص روبرت لانغدون الذي هو أستاذٌ في جامعة هارفورد متخصصٌ بالرموز الديني، وهو نفس بطل الروايات السابقة لدان براون، وتتجسد مهمته في كشف السر الذي أراد إدموند كشفه والذي أدى إلى مقتله.


يعتمد دان براون في رواياته على الكثير من الصور والرموز والأماكن الحقيقية التي تحمل مدلولاتٍ خاصةً تخدم فكرة الرواية، وإن كانت المعلومات التي يذكرها ليست صحيحةً غالباً والخطأ فيها قد يكون غير مقصودٍ لأن براون ليس متخصصاً فيها، أو أن الخطأ مقصودٌ لغايةٍ في نفسه.


من هو |البطل الحقيقي| في القصة:

يعرف لانغدون الكثير عن الديانات ورموزها وخفاياها فيتصرّف وكأنه الدليل الذي علينا اتباعه في معرفة الحقائق واكتشاف الغموض الذي يثيره الكاتب ويعتمد عليه في شد انتباه القارئ واستفزاز شهيته لقراءة المزيد.

ويتشارك لانغدون البطولة مع فتاةٍ في غاية الجمال والذكاء كما في روايات براون السابقة فتكون شريكته في فك الألغاز وكشف الغموض والوصول إلى الحقيقة، ولكن الجديد في هذه الرواية هو مشاركة البطولة مع حاسوبٍ متطورٍ جداً يلعب دوراً حاسماً في أحداث القصة وصولاً إلى نهايتها.

كذلك تميّزت هذه الرواية بالترويج الزائد للإلحاد الذي مهّد له براون في رواياته السابقة فمن ضمن ما نجده في صفحات الرواية قول أحد الشخصيات خلال خطاب ادموند كيرش:" قرأتُ مرةً أن عدد الملحدين اللاأدريين من خريجي جامعة |هارفورد| أكبر من عدد المنتمين إلى أي دين، وهذا إحصاءٌ جديرٌ بالاهتمام" فيقول كيرش في نفسه "ماذا يمكن أن أقول لك فإن طلّابنا يزدادون ذكاءً"، وهذه إشارةٌ صريحة إلى أن الأذكياء من البشر يرفضون الأديان ويميلون إلى الإلحاد.


اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.