مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/14/2021 05:01:00 م

رحلة بحث فيما قدمه دان براون _ الجزء الثالث

رحلة بحث فيما قدمه دان براون _ الجزء الثالث
رحلة بحث فيما قدمه دان براون _ الجزء الثالث


استكمالاً لما تحدثنا عنه سابقاً عن رحلة بحث فيما قدمه دان براون .......


روايات دان براون:


 تنافسٌ بين عدوين أم سردان مختلفان لنفس القصة؟

أما لانغدون الذي يأخذ موقف المحايد بين |الإيمان| و|الإلحاد| فيقول: 

"إن العلم والدين ليسا متنافسين، إنهما لغتان مختلفتان تحاولان سرد القصة نفسها، وهناك فسحةٌ لكليهما في هذا العالم". فيقول له كيرش الذي كان من طلابه: "قد تذكر وعدي لك، أنه في حياتنا هذه وقبل أن نموت سيتم هدم الأساطير الدينية من خلال اختراقاتٍ علمية". فيرد لانغدون:

 "وقد أجبتك أن الدين قد نجا من التقدم في العلوم منذ آلاف السنين، وهو يلعب دوراً مهماً في المجتمع وقد يتطور الدين إلّا أنه لن يموت أبداً". ثم يستشهد الكاتب بكلام تايسون وهو أحد المشاهير في تقديم البرامج العلمية ولكنه انجرف كثيراً نحو الترويج للإلحاد: "إذا كان كوننا قد صُمّم من قبل خالقٍ من أجل وجود وازدهار الحياة فقد قام بعملٍ سيءٍ فاشل".

ثم يقوم كيرش بهجومٍ كبيرٍ على الدين من خلال خطابه ويستشهد بأقوال الكثيرين ومن ضمنهم أبو حامد الغزالي، فيصوره وكأنه أحد رموز الإلحاد في العالم الإسلامي رغم أن حقيقته معاكسةٌ لذلك تماماً فهو من المتدينين الذي ساهموا كثيراً بوقف التقدم العلمي في الحضارة الإسلامية وساهموا في انحطاطها.


كشف المستور وما بين السطور:

في نهاية القصة يتم كشف السر الذي تحدث عنه كيرش وهو ذلك الحاسب الفائق الذي يحمل برنامجاً يحاكي كيف ظهرت الحياة بدون خالق، فهو يستطيع العودة بالزمن لمليارات السنين اعتماداً على قوانين الفيزياء فقط التي أثبتت أن الحياة نشأت وتطورت دون الحاجة إلى وجود الخالق، وبالاعتماد على قوانين الفيزياء فقط استطاع ذلك الحاسب متابعة المحاكاة متقدماً بالزمن نحو المستقبل فوجد بأن كائناً جديداً سيظهر ويقضي على الإنسان وهو مزيجٌ من الحاسب والإنسان وهناك لن يكون هناك أي وجودٍ للدين على الأرض. 


وفي النهاية يقول لانغدون: 

"إذا كانت قوانين الفيزياء هي التي خلقت الحياة ولم يشارك فيها أي إله فمن وضع تلك القوانين ومن أين جاءت؟"، ثم يقول الكاتب على لسان الحاسب بأن هدف كيرش الحقيقي لم يكن القضاء على الدين كله بل كان هدفه وضع دينٍ جديد، يجعل البشر كلهم يعبدون العلم، وحينها تكون قوانين الفيزياء هي المعبود الحقيقي.


تنبيهٌ وتحذير من أمرٍ خطير:

وفي ختام هذه المقالة يجب الإشارة إلى وجود رواياتٍ كثيرةٍ انتشرت حديثاً في العالم وهي تتطرق للكثير من المواضيع الحساسة بشكلٍ شيقٍ وبقالبٍ جاذبٍ ومميّز يعتمد على الإثارة والغموض والصراعات ولكنها تنطوي في مضمونها على أفكارٍ مخبأةٍ يجب الانتباه إليها وفهم المغزى الحقيقي من ورائها.     


أرجو مشاركة المقالة أو إغناءها بتعليق


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.