كيف كان المكيف قديماً وكيف تطورت فكرته مع الزمن - الجزء الأول
 |
| كيف كان المكيف قديماً وكيف تطورت فكرته مع الزمن - الجزء الأول |
كان الإنسان قديماً ولعصور طويلة يحاول التأقلم مع تقلبات الطقس والظروف المناخية الخاصة بالمكان الذي يعيش فيه، ولكن بكثير من الأحيان لم يكن الإنسان يستطيع تحمل هذه التقلبات وهذا ما كان يدفع للانتقال مؤقتاً من المكان الموجود فيه إلى مكان آخر.
حيث لم يكن يوجد أي قدرة للتعامل مع درجات الحرارة المختلفة.
المكيف
تخيل أن ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها لعدة درجات كان سبب كافي ليجبر الأشخاص على الانتقال وترك منزلهم ومكانهم.
مرت السنين وظهرت محاولات كثيرة للإنسان هدفها التحكم بدرجات الحرارة وجعل المكان الذي يعيش فيه مناسب للحياة بغض النظر عن وضع درجة الحرارة بالخارج.
وانتهت هذه المحاولات بصنع جهاز المكيف والذي بالرغم من بساطته فإنه يعتبر ثورة حقيقية بتاريخ البشرية، فبعد أن كان البشر ينتقلون قديماً من مكان لأخر لو ارتفعت الحرارة، أصبحوا الآن قادرين على العيش بأي فصل من فصول السنة الأربعة ببساطة عن طريق الضغط على زر تشغيل جهاز المكيف والتحكم بدرجة حرارته بزيادتها أو انخفاضها.
ما الذي يقوم به, وكيف بدأ:
يستطيع المكيف تغير درجة حرارة المكان بواسطة مجموعة من العمليات المتتالية التي تحصل داخل الجهاز، وللمكيف أشكال وأحجام كثيرة وخصائص مختلفة، وبالرغم من أن صناعة المكيف بشكله الحالي هي أحد الصناعات الجديدة التي ظهرت بعصرنا الحديث إلا أن جذوره تمتد إلى زمان بعيد ففكرة المكيف ظهرت من ألاف السنين عند الرومان واليونانيون القدماء وتحديداً ببيوت الأثرياء منهم، وكانت شكل المكيفات بذلك الوقت عبارة عن أنابيب مياه تحاوط المنزل بغرض تبريد الجو.
ومع مرور الوقت بدأ الصينيون بابتكار مكيفات أشبه بالمراوح ولها قدرة كبيرة على التبريد.
تاريخ المكيف:
و كما ظهرت المكيفات بشكل جديد بمصر القديمة فكان يتم بناء ما يعرف بالملاقف أو المراجيل
والتي كانت عبارة عن أبراج متصلة بالمباني ومفتوحة من أربع جهات حتى تستطيع التقاط الهواء من كل الجوانب وكان يتم تغطية الملاقف من الخارج بشبك من أجل تنقية الهواء من الأتربة والحشرات، وكان البعض يقومون بوضع الفحم على فوهة الملاقف بهدف امتصاص الروائح الكريهة من داخل المبنى.
وفي نهاية البرج كانت توجد قنوات للمياه الباردة، وبالتالي يحصل تبادل بين الهواء الحار وبين المياه الباردة التي تجري داخل الأنابيب.
وأحد أقدم وأشهر الملاقف التي ما زالت موجودة حتى وقتنا الحالي هو ملقف جامع الصالح طلائع.
ومع حلول القرن السابع عشر ظهرت حلول وأفكار جديدة للتكيف، فحاول الألمان إضافة ملح للمياه بهدف جعلها أكثر برودة، وحاول أيضاً بعض العلماء البريطانيون التبريد عن طريق تبخير المياه .
واستمرت الاقتراحات والمحاولات لسنين طويلة للتحكم بدرجة حرارة الجو سواء بالزيادة أو النقصان.
سنكمل مقالتنا بالجزء الثاني حيث سنعرف كيف ظهرت فكرة المكيف وكيف أنه أثر وأحدث ثورة بتاريخ البشرية.
بقلمي نوال المصري ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك