ترابط العلم
ترابط العلم تصميم الصورة : ندى حمصي |
التطور في المجال الطبي
قديماً كانت الأمراض والأوبئة، تكثر بشدة، لقلة العلم بها، والنظريات السطحية لها، وعلى مدار العصور، التطور في المجال الطبي، أصبح من أهم الأمور التي يسلط عليها الضوء، لكن هل من المعقول أن نُدخِل هندسة البناء |بتطور المنظومة الصحية|.
فلنتطرق |لمرض السل|، هو من أقدم الأمراض وأكثرها انتشاراً، منذ 9000سنة بدأ المرض بالظهور.
عام2018م منظمة الصحة العالمية، سجلت 10 مليون حالة حول العالم مصابين بالسل، الهند لوحدها سجلت 27٪ من سكانها مصابين، وكما نعلم أن البكتيريا تطور نفسها وتعمل على مقاومة ما ننشئه من مضادات حيوية.
قام بعض الباحثين سنة 2020م بالبحث عن علاقة التصميم المعماري وانتشار السل في الهند(موبي)،
لاحظوا أن المصابين ينتشر أكثر في منطقة معينة، يسودها الظلام والرطوبة، وطبعا هذه عوامل لانتشار البكتيريا، حيث أنهم درسوا تصاميم البناء(معدل تعرضها للشمس، سرعة الهواء...)
كانوا في بحثهم، يحاولون العثور على إجابة، هل تصميم البناء له أثر على انتشار المرض؟
وجدوا أن العديد من حالات المرض، تكون لمرضى يقنطون في القبو، ولأصحاب الشقق التي تكون منازلهم مظلمة.
وأيضا دراسة في الصين (هونغ غونغ)، عام 2013م ، أشاروا إلى علاقة ارتفاع المباني، بزيادة الإصابة.
ودراسة قامت في سويسرا عام 2016م ، وجدوا أن معدلات الإصابة بدأت بالانخفاض، وذلك بسبب تحسين قوانين البناء.
و في مصر قام مجموعة باحثين عام 2008م، بدراسة ووضعوا قانون، لا يجوز الارتفاع الكلي عن مرة ونصف عرض الشارع كحد أقصى.
نجد أن تصاميم المنازل، أصبحت مرهونة بالوضع الصحي، ولم تكن قديما على هذا النحو.
ترابط العلم تصميم الصورة : وفاء مؤذن |
لنعد في الزمن إلى الوراء، ونتكلم عن المعماري الفلندي (Alvar Aalto).
عام 1676م البشر لا يعلمون بوجود البكتيريا أساسا، وفي أواخر القرن الثامن عشر، تفشى مرض يدعى قديما(|الطاعون الأبيض|)، كان الحل الوحيد للتخلص من المرض، هو(|عزل المرضى| مؤقتا)، عام 1929م ظهور أول مبنى لعزل المرضى في فنلندا للمعماري ( Alvar Aalto)، وحصل على جائزة بتصميمه للبناء.
تصميم بنائه، بعيد عن التصميم التقليدي، حيث أنه لجأ إلى تعريض البناء بشكل كامل لأشعة الشمس، في كل الغرف والزوايا، حيث على مستوى الشرفة، جعلها طويلة، وأبنية واسعة، حيث تصميم البناء يساعد في العلاج، واهتم بأدق التفاصيل، على أبسط مثال، تصميم غرفة النوم، لا يجب أن يكون الضوء يسلط بشكل مباشر من الأعلى، فجعل المصابيح بأماكن مخفية، ولون المبنى يجب أن يكون مشرق، حتى بتصميم الأحواض، انسياب التصميم، يؤدي لنزول الماء بدون صوت، ولا يصيب الماء من حوله .
الكرسي، صممه بطريقة مناسبة صحيا، وأن يكون مائل بزاوية معينة، وخشب قابل للإنثناء.
نجد أن المعماري Alvar Aalto، اهتم بأدق تفاصيل البناء، وجعله مبنى مثالي، مساعد للعلاج.
هذا البناء، أخذ طابعا مهما في أمريكا وأوربا، وانتشر |نظام التصميم الطبي| عندهم، وأصبح مفهوم العلاقة بين الطب والعمارة موجود.
كما نشهد اليوم، معظم الأبنية أصبحت تتبع النظام الصحي في البناء، عند معظم بلدان العالم، فهي نقطة تغيب عن أذهان الناس، لكنها تأتي بأهمية كبيرة، للمحافظة على المنظومة الصحية، وأحد أهم الأسباب للوقاية من أمراض عديدة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وربما في المستقبل سنشهد أمور خاطئة نقوم بها، ولا ندري مدى تأثيرها السلبي على صحتنا.
كل التقدير للعلماء والأطباء، على مستوى العالم، الجاهدين للمحافظة على استمرارية النسل البشري، بشكل صحيح وصحي.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك