كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا)
(الجزء الأوّل)
كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا) - (الجزء الأوّل) - تصميم الصورة ندى حمصي |
كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا) - الجزء الأوّل :
ما هي المناعة؟
- تمتلك الكائنات الحيّة ومن ضمنها الانسان مجموعةً من الوسائل الدفاعية لمحاربة |الجراثيم| و|الفيروسات| المختلفة، وهذه الوسائل مجتمعةً تسمى جهاز المناعة، وكما يبدو من تسميته، فإن وظيفة هذا الجهاز هي منع الإصابة بالأمراض، وعملياً يوجد نوعان من المناعة: |المناعة الطبيعيّة| و|المناعة المكتسبة|.
المناعة الطبيعيّة :
- هي المناعة التي توجد لدينا منذ الولادة، وتنتج عن قدرة |الجهاز المناعي| على التعرّف على |الخلايا| والأجسام الغريبة التي تدخل أجسامنا، ثم محاربتها والقضاء عليها، ونحن غالباً لا نشعر بالأمراض التي يمنعها ويوقفها جهازنا المناعي الطبيعي، لعدم ظهور أية أعراض علينا خلال ذلك، وتستطيع مناعتنا الطبيعية مكافحة عدد كبير جداً من الأمراض، ولكن المناعة الطبيعية ليست واحدة لدى جميع البشر، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مناعتنا الطبيعيّة، مثل |الوراثة| و|الغذاء| و|البيئة| وممارسة |الرياضة| والعمر والجنس وغيرها.
المناعة المكتسبة :
- هي |المناعة| التي تكتسبها أجسامنا ضد مرضٍ معينٍ بعد الإصابة به أو بسبب أخذ اللقاحات، وهذه المناعة قد تكون دائمةً فتبقى معنا مدى الحياة، مثل المناعة ضد |الحصبة| و|الجدري|، وقد تكون مؤقتةً تستمر لوقتٍ محددٍ مثل المناعة ضد |الأنفلونزا|.
- وسواءٌ كانت المناعة طبيعية أم مكتسبة، دائمة أم مؤقتة، فهي تعمل بنفس الطريقة.
كيف يعمل جهاز المناعة؟
- عندما يكتشف جهاز المناعة وجود جسمٍ دخيلٍ (جرثوم أو فايروس)، فإنه يبنى مجموعةً من الدفاعات قبل ان يبدأ بالهجوم عليه، فعليه أولاً فهم طبيعة هذا الجسم وكيفية عمله، فإذا كان الدخيل معروفاً من قبله فهذا يعني بأنه يمتلك ما يسمى بالأجسام المضادّة لهذا الدخيل، فيسارع إلى انتاج أعدادٍ كبيرةٍ من تلك المضادات، التي تهاجم الدخيل حتى تقضي عليه، أما إن كان الدخيل مجهولاً فهنا تبدأ المشكلة، سيحاول جهاز المناعة فهم آلية عمل هذا الدخيل ومحاربته، وعندما يعجز عن ذلك فإنه سيحتاج إلى المساعدة التي تقدمها الأدوية المعالجة.
المناعة وفايروس كورونا :
- يتكون فايروس كورونا من ثلاثة مكونات هي المادة الوراثيّة (الحمض الريبي النووي RNA)، والغلاف المحيط بالمادة الوراثية، وعلى ذلك الغلاف تتواجد مجموعة من البروتينات الشوكية بشكلٍ يشبه التيجان، ولذلك يصنّف فايروس كورونا ضمن سلسلة الفايروسات التاجيّة.
- عندما يدخل فايروس كورونا إلى جسم الانسان، فإنه يستطيع التخفي حتى يصل إلى الخلايا ويلتصق عليها، ثم يدخل إلى داخل الخلية، بعد ذلك يبدأ الفايروس بنسخ نفسه لإنتاج أعدادٍ كثيرةٍ من الفايروسات، تنتقل إلى خلايا أخرى وهكذا، وكل خليةٍ تستملكها تلك الفايروسات سيكون مصيرها الهلاك. وخلال فترة انتشار الفايروس داخل الجسم تبدأ أعراض الإصابة بالظهور على المريض.
مبدأ عمل اللقاحات :
- يتم حقن كمية قليلة من جراثيم أو فايروسات ضعيفة أو ميتة داخل جسم الانسان، بحيث لا تسبب المرض، ولكنها تحفّز جهاز المناعة لإنتاج مضاداتٍ لها، فإذا تعرّض الجسم لمثل تلك الجراثيم أو الفايروسات في المستقبل، فإن |جهاز المناعة| سيتذكرها، وسيبدأ بسرعةٍ بإنتاج مضاداتٍ لها قبل أن تنتشر وتسبب المرض، وحتى لو انتشرت وسببت المرض، فإن الأعراض ستكون خفيفةً وغير مؤذية.
تابع معنا في المقال التالي . .
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك