كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا)
(الجزء الثاني)
كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا) - الجزء الثاني - تصميم الصورة : ندى حمصي |
تكلّمنا في المقال السابق عن المناعة المكتسبة والمناعة الطبيعيّة , وسنتابع حديثنا في هذا المقال عن اللقاحات المستخدمة ضدّ فايروس كورونا .
اللقاحات المستخدمة ضد فايروس كورونا :
هناك أنواعٌ كثيرةٌ للقاحات بشكلٍ عام، وفيما يختص بفايروس كورونا يمكن تصنيف تلك اللقاحات كما يلي:
- اللقاح المعطِّل : يحمل هذا |اللقاح| كميةً قليلةً من الفايروس المعطَّل، بحيث لا يسبب الإصابة بالمرض، بل يحثّ جهاز المناعة على خلق المضادات المناسبة له، فيصبح الجسم قادراً على مواجهة الفيروس عند الإصابة المستقبليّة بالمرض. وهذا هو مبدأ اللقاحات الصينيّة المتوفرة اليوم لفايروس كورونا.
- اللقاحات البروتينيّة : تحتوي هذه اللقاحات على البروتينات الشوكية الموجودة على سطح فايروس كورونا فقط، دون بقية الفايروس، وهذا يعتبر كافياً لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج المضادات، وهذا هو مبدأ اللقاح الكندي لفايروس كورونا.
- لقاحات النواقل : وتحتوي على فايروس آخر غير فايروس كورونا، وهو معدل وراثيّاً بحيث لا يستطيع التكاثر داخل خلايا جسم الانسان، ولكنه يدفع الخلايا إلى إنتاج |البروتين| الشوكي الموجود على سطح فايروس كورونا، والذي يدفع |جهاز المناعة| إلى انتاج المضادات، وتستخدم هذه الطريقة في اللقاح البريطاني ضد فايروس كورونا.
- لقاحات الحمض النووي : تحتوي هذه اللقاحات على حمضٍ نووي فيه جزء من الحمض النووي لفايروس كورونا، وهو الجزء المختص بإنتاج |البروتين| الشوكي الخاص بفايروس كورونا، وهذا الحمض سيدفع الخلايا إلى إنتاج تلك البروتينات الشوكية التي ستدفع جهاز المناعة لإنتاج المضادات، نجد هذا النوع من اللقاحات في اللقاحات الأمريكية لفايروس |كورونا|.
آثار اللقاح الجانبيّة :
- بعد أخذ اللقاح ضد فايروس كورونا من قبل شخصٍ ما، ستظهر على ذلك الشخص أعراضٌ مشابهة جداً لأعراض المرض، ولكن بدرجةٍ خفيفة، لأن الجسم سيكون بعد أخذ اللقاح في معركةٍ داميةٍ ضد اللقاح، وتستمر المعركة حتى يتمكن الجسم من معرفة كيف يقضي على الفايروس، ولذلك نجد اختلافاً في فترة بقاء الأعراض من شخصٍ إلى آخر، ولكن في نهاية الأمر سيتعلّم جهاز المناعة كيف يواجه فايروس كورونا، أما |الحمض النووي| الذي دخل إلى الخلايا مع اللقاح فسيتفكك ويذوب تلقائياً.
كيف تعمل أجسامنا؟ (المناعة وفيروس كورونا) - الجزء الثاني - تصميم ندى حمصي |
أسئلة شائعة حول فايروس كورونا :
هل يمكن الإصابة بمرض كورونا بعد أخذ اللقاح؟
- تشير الدراسات إلى أن فترة احتفاظ الجسم بالذاكرة المناعيّة تختلف من مرضٍ إلى آخر، ومن شخصٍ إلى آخر، وبخصوص فايروس كورونا، فقد تبيّن بأن اللقاحات غير فعّالة بنسبة 100%، كما أن فترة إمتلاك المناعة ليست طويلةً لدى بعض الناس، ولذلك نجد من يصاب بالمرض بعد أخذ اللقاح بفترةٍ قصيرة، أو بعد شفائه من المرض. ولا ننسى |التغييرات الجينيّة| التي تطرأ على الفايروس، والتي ينتج عنها أشكالٌ جديدة للفايروس قد لا يتعرّف عليها |جهاز المناعة| ويفشل في محاربتها.
هل الإصابة بمرض كورونا مرةً ثانيةً ستكون أشد أم أخف من الإصابة الأولى ؟
- تختلف شدة الإصابة من شخصٍ إلى آخر، ولكن غالباً ما تكون الإصابة الثانية أشد من الأولى، وذلك بسبب ظاهرة تسمّى "التعزيز الناتج من الأجسام المضادة"، والتي تجعل الأجسام المضادة تساعد الفايروس على دخول |الخلايا| بدلاً من محاربته.
لماذا توجد عدة أنواع لفايروس كورونا؟
- تعتبر الفايروسات من أكثر الكائنات عرضةً للتغيرات الجينية التي تنتج عما يسمى بالطفرات، وتحدث تلك الطفرات أثناء نسخ الحمض النووي للفايروس، فعند حدوث خطأ ما في نسخ أحد الجينات، يظهر نوعٌ جديدٌ من الفايروس، وعلمياً تسمى الأنواع الجديدة لنفس الفايروس "تحوّرات"، وقد تكون تلك التحوّرات أقوى من الفايروس الأصلي وأكثر خطورةً، كما هو الحال فيما يسمى بالسلالة الهنديّة لفايروس كورونا.
تابع معنا في المقال التالي . .
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك