كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني
كيف نشأت و تطورت اللغات - الجزء الثاني |
أستكمالاً لما تحدثنا سابقا....
|تطور اللغات مع الإنسان|
بعد أن استخدم الإنسان الصور للدلالة على الأشياء والأصوات، تطوّرت تلك الصور لتصبح رموزاً أكثر بساطةً من الصور الكاملة فسميّت تلك الكتابات بالكتابات الرمزية، وكان من الطبيعي أن يقابل كل رمز صوتاً ما، ما جعل اللغة البشرية منطوقةً ومكتوبةً لأول مرةٍ في التاريخ. وقد استمر الإنسان باستخدام الكتابة الرمزية فترةً طويلةً من الزمن حتى قام الفينيقيون باختراع أول أبجديةٍ في الألف الأول قبل الميلاد والتي تعرف بأبجدية أوغاريت أو أبجدية رأس شمرا والتي كانت أساس الكثير من الأبجديات المعروفة اليوم مثل العربية والإنجليزية وجميع الأبجديات الأوروبية مع بعض التعديلات والاختلافات.
كيف نشأت |الأبجدية الفينيقية|؟
أراد الفينيقيون اختصار الرموز الكثيرة والمعقدة لمختلف الأصوات في مجموعةٍ من الرموز التي يسهل حفظها وكتابتها وتستطيع التعبير عن كل ما يريدون قوله فأعطوا لكل رمزٍ حرفاً واحداً يعبّر عنه بحيث يمكن ربط الحروف مع بعضها لتشكيل الكلمات وبناء الجمل، فقاموا بحصر الأصوات الأساسية فوجدوها 22 صوتاً أساسياً فأعطوا لكل صوتٍ منها رمزاً معيناً فظهرت بذلك أول أبجديةٍ في التاريخ.
بعد ذلك نشر الفينيقيون أبجديتهم عبر البحر الأبيض المتوسط الذي كان تحت سيطرتهم الكاملة فوصلت أبجديتهم إلى أوروبا وشمال إفريقيا ثم تشكّلت منها جميع أبجديات العالم القديم.
أسباب تعدد و|تنوع اللغات|:
قد توجد العديد من الأسباب وراء تنوّع اللغات واللهجات في جميع دول العالم ولكن السبب الرئيس وراء ذلك هو الانعزال والتطور بشكل مستقل عن الآخرين، ففي وقتٍ مبكرٍ من التاريخ لم يكن التواصل بين الحضارات والمجتمعات أمراً يسيراً بسبب التباعد المكاني وعدم توفر وسائل المواصلات السريعة و المريحة، فكان السفر عبئاً ثقيلاً على الناس ما جعله حكراً على القوافل التجاريّة والباحثين عن العلم والمغامرة غالباً، ولذلك فقد |تطوّرت المجتمعات| البشرية بأشكالٍ مختلفةٍ من عدة جوانب وكانت اللغة إحدى تلك الجوانب، وما يؤكد ذلك هو أن معظم دول شرق آسيا لا زالت حتى اليوم تستخدم الكتابة التصويرية وذلك لأنها كانت بعيدةً جداً عن حضارات الشرق الأوسط وأوروبا فلم تصلها الأبجدية الفينيقية، وبشكلٍ مشابهٍ نجد بعض القبائل الإفريقية لا تمتلك أية وسيلةٍ كتابيةٍ للتعبير عن لغتها بسبب انعزالها التام عن العالم حتى اليوم.
تعدد اللغات
ومثلما تطورت اللغات من بعضها البعض فأصبحت لغاتاً عديدةً، كذلك تطوّرت داخل اللغة الواحدة مجموعةٌ كبيرةٌ من اللهجات المحلية متأثرةً بالبيئة وبظروف كل منطقة ومدى احتكاكها بالحضارات الأخرى خاصةً في فترة الاستعمار الأوروبي ومحاولته فرض لغته على الشعوب التي استعمرها فظهرت لهجاتٌ هجينةٌ تحمل الكثير من المفردات من اللغة الأم ومن لغة المستعمر. ولا ننسى تأثير البيئة الكبير على طبيعة اللهجة، فمن الواضح أن لهجات أهل البادية أكثر قوةً وقساوةً من لهجات أهل المدينة التي تميل إلى الرقة والابتعاد عن الحروف الثقيلة.
إذا أعجبتك المقالة فساهم في نشرها.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك