كائنة ليليّة .. تهرب إلى النور
كائنة ليليّة .. تهرب إلى النور |
" كائنة ليليّة "
هذا أحد ألقابي الذي يطلقه عليَّ أصدقائي و كل ما يعرفني ..
و لهذا أقول لكم .. صباحكم ليلي مفعم بالهدوء و السكينة ..
تفحصت المكان و الأضواء مطفأة ، و على ما يبدو ، أنَّ عيناي باتتا كعيون الخفاش .. أستطيع جيداً رؤية جميع الأشياء حولي في الظلام ..
ذهبتُ إلى الحمام ، خرجت و قمتُ بتشغيل إنارة خفيفة في غرفتي ..
وقفتُ أمام خزانتي .. ماذا سألبس هذه الليلة ؟!
أي قطعة سوداء تناسب مزاجي اليوم ؟!
بحثتُ كثيراً .. لكنني لم أجد شيء ..
وقعت عيني على فستانٍ قصير أزرق ..
إبتسمتْ ..
مضت سنة كاملة و أنا لم ألبس هذا اللون
( رغم أنه كان المفضل )
بحثتُ مجدداً لعليَّ أجد القطعة المناسبة .. لطن يظي عادت و توقفت عند أزرقي ..
أخذته .. لبسته بهدوء .. بهدوء تام .. و كأنني أحاول استعادة كل ذكرياتي أثناء هذه العملية الروتينية البسيطة ..
نظرتُ إلى المرآة .. تفحصتُ ملامحي .. طول قامتي ..
يبدو أنَّ روحي متصلة مع كل عضو في جسدي .. و هذا يفسر حركة يدي ..
نعم .. أنا اليوم .. عاشقة .. عاشقة متوقدة بغيثٍ أزرق .. أحلّق في سماء |زرقاء| .. و أقفز من غيمةٍ لأخرى ..
أجلتُ بنظري في أنحاء هذه الغرفة ، شعرتُ أنني أعيش بقبرٍ مشؤوم .. كل ما حولي أسود .. أسود .. أسود ..
إتصل بي يخبرني بأنه ينتظرني عند باب المنزل ..
وحده فقط من احترم و أحبَّ ليلي ، ذبولي ، يأسي ..
غموضي ، تناقضي ، تعقيداتي ..
خطوتُ خطواتي إليه .. في كل خطوة أشعر و كأنَّ أقدامي تترك أثر وراءها ..
آثار |الجهل| ..
آثار |الخوف| ..
آثار الخذلان ..
آثار .. الضياع ..
آثار ماضٍ كوني ..
و أخيراً ..
إنتهى كل هذا .. عند خطوتي الأخيرة ..
عند ثباتي ... أمام ناظريه ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك