الخيبات المتراكمة .. لاتعني انعدام الحبّ
الخيبات المتراكمة .. لاتعني انعدام الحبّ |
نظرتُ لها بإستغرابٍ من نظراتها المؤلمة ، القادمة مع قطار الأدمع :
مالي أراك هادئة على غير عادتك ؟
من الذي قضى على نشوة أحلامك ؟
كيف اختفى بوح الياسمين بعد أن واريته بلمعة عينيك ؟
ما الذي فعلته الدنيا حتى باتت أشواك العمر تشوّه نعومة يداك ؟
فحدثتني هذه الشابة العشرينيّة ، و هي غارقةٌ بعالم المجهول :
لم يعد لدّي شغفٌ بالحياة ..
فلا الغيث يرويني ..
و لا الرواية تغريني ..
و لا البسمة تشفيني ..
و لا الكلمات تسعفني ..
و لا الأحاديث تضحكني ..
و لا العثرات تدمرني ..
لأخبرها بخلاصة ما عشت و تأقلمت معه في هذه الحياة :
مضى وقت طويلٌ أعرف ، لكن دثر العلقم ليس بالأمر السهل ..
هو بطولة بعد هزيمة ..
تجددٌ بعد انطفاء ..
ولادةٌ بعد اختناق ..
وقوفٌ بعد انهيار ..
فكثرة الخيبات ستوّلد حتماً انعدام |الأحلام| .. و هذا ما سيودي إلى انتحارٍ يومي مشبع بثقل النُّهوض من الفراش ..
ردتْ بعد زفرةٍ تدوي الفؤاد باتزانٍ فريد :
|الخيبة| و الألم ، و كل تلك المصطلحات و |المشاعر| ، لا يقوموا سوى بجذبي لقاع الجحيم اللامتناهي ..
بعد أن ذقت أقسى ما في البلاء .. سأنتظر الفرج من ربِّ السماء ..
نورٌ ضئيلٌ تغلغل في وسط الظلام الدامس ..
تمعنتُ النظر إلى أنوثتها الطفوليّة ..
و موراتها للحزن خلف ستائر ابتسامتها الملائكيّة ..
لأقول لها :
ها أنا أقف أمامك ..
سأبعد سواد الكون عن ملاكٍ مثلك ..
فلا يجب عليها أن تندس بين الشياطين أكثر ..
سأحميك من بطشهم .. هذه المرة ..
قبلاتي و حبي و أملي سيكونون لك .. يا ملاكي الطائر ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك