شابٌّ ينطوي العالم القديم... بين روحه |
حملت حقيبة أعمالي ، هي في الواقع أوراقي المتراكمة كغصات العمر ..
و قلم باهت ، كطعنات| الروح| ..
و| أفكار عشوائية| ، متناقضة ، جنونية ، خيالية ، يائسة ، كثيفة ..
حملت معها أحلامي الضائعة ، و سماعاتي المتشابكة ، و هاتفي الصامت ، و نظاراتي الطبيّة الباردة ..
حملت معها أشخاصي المفضلين ، و العابرون لطريق |الهوى| ..
خذلاني المشع ، و بقايا أمل الكون العجيب ..
حملت نفسي المجهولة ، و |فؤادي| المطعون ، و روحي المسجونة ، و كياني المنطفئ ..
حملتُ كل هذه الأمور ، و ذهبت لمقهى عملي ، مقابلاتي ، أصدقائي و معارفي ..
دخلت ، ألقى النادل تحية السلام ، أجبته بإيماءة الابتسامة كما جرت العادة ..
جلست على طاولتي ، و أحضر لي |فنجان قهوتي| الخاص ..
كل ما حملته معي ، لم أخرجه ..
بل أخرجت حاسوبي المحمول ..
و صببتُ بقية الأشياء .. في إطلاعي على آخر الأخبار ..
جاءني شاب طويل القامة ، جميل الملامح ، أملس الشعر .. و جلس مقابلي قائلاً :
لم يعد لدي صبر للتحمل أكثر .. من أين لك كل هذا |السلام الداخلي| و |الهدوء الروحي| .. و كتاباتك تعكس هذه الهالة المميزة ؟؟!!
أجبته بالصمت ، فهذه ليست المرة الأولى الذي يأتي بها ، و يطرح ذات السؤال ، بأساليب كثيرة و متعددة ..
خمنت أنه سيزهق يوماً ، و خصيصاً في المرة الأخيرة انفجر غضباً ..
ما بالهم أريد أن أفهم ، ما الذي سيفيدهم معرفة تفاصيل |حياة كاتب |.. أوليس شخصٌ عادي !!
أوليس إنسان يتنفس !!
إذاً ستحدث معه أمور روتينية ، حياتية .. سيكون خاضعاً للكثير من التجارب المحزنة و السعيدة ..
فلمَ هذا الإلحاح كله على معرفة قصة حياة| شخصٍ غريب| ..
كم وددتُ لو باستطاعتي الصراخ في وجهه و إخباره بما يجول في عقلي ، لكنني كالعادة ..
أتراجع ..
لا لشيء ..
فقط لأنني أتذكر .. يوماً .. يوماً من الأيام القديمة .. كنت بمثل حماسه .. لشخصٍ ما ..
و المشكلة أنني أعلم ..
و أعي جيداً .. في حال إجاباتي .. ستبدأ حكاية جديدة مستنزفة .. حب جديد مستنزف ..
و لست بصددٍ لدخولي أي علاقة .. و خصيصاً الوقوع في| الحب| ..
لم يعد لدي أصلاً طاقة على الوقوع ، بالكاد أقف بترنحٍ على أرضٍ زائلة لا محال .. و عما قريب .. قريب جداً ..
_ أرجوك .. أرجوك أجيبي ، أعدك أنني سأصمت من بعدها و إلى الأبد ..
كان هنالك لمعة| الصدق |في عينيه ، و بحة| الوفاء| في صوته .. لكنني رفضت ، لن أخضع .. لن أخضع .. لن أخضع ..
لن أخضع لأي تأثير حتى و لو كان صادقاً .. ليس هذه المرة .. سأحمي رذاذ قلبي ..
أغلقت الحاسوب ، و أعدته لمكانه ، و غادرت ..
و في اليوم التالي ، فعلت هذا الروتين الحياتي .. لكنني هذه المرة لم أجد ذلك الشاب الصادق ..
كمية الراحة عندي ارتفعت ، لكنني ..
لم أقدر على كتابة حرفاً واحداً ، ذهني مشتت و لا أعلم بماذا !!
لا وجود صوته ، لا وجود لأنفاسه ، لا وجود لازعاجه ..
(( لنقف هنا ، ف قلمي الثقيل .. يريد التنفس .. ))
ولنتابع في مقال لاحق
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك