الأصوات أحياناً تكفي لحسم قرار الضائعين
الأصوات أحياناً تكفي لحسم قرار الضائعين |
قرارٌ نهائي …
صوتان باردان …
هي منهارة منه، و هو متعب من كدِّ الحياة .
كان صوتها المخنوق يعمّه برود الخطايا المقترفة قبل معرفته و بعدها ..
أخبرها بأنَّ العالم وصل لمرحلة ما بين الحياة و الموت .. و أخبرته بدورها " لا فرق بيني و بينه البتة " ..
لم تكن حينها تراهن على شهامته و تمسكه بخيوط عشقيّة زائفة ..
لكنها ما أرادت قط .. قطع أوصالها ...
رغبتْ فقط بالشعور أنها و هي على حافَة الهاوية .. هنالك يداً ستسحبها ..
و لحظة انقراض وجودها ، بترت تلك اليد قائلةً :
" أنا أحبك .. لكنك لا تناسبني .. "
و أغلقت سماعة الهاتف دون سماع تلك المبررات الببغائيّة ، و شعرتْ أنَّ صدرها يزداد ضيقاً .. و كأنه يحاول إحاطة رماد الحب حتى و لو على حساب حياتها ..
و لكن ..
شاء القدر .. شاء القدر ..
حدوث الاجتماع بعد أسابيع قليلة ..
و بعدما انهلكت القوى ، و أُغلقت كلَّ الطرقات ..
مدَّ يده و مررها على تفاصيل وجهها ، نظر إليها ، فوجد أنَّ هنالك شيء أعمق من الحزن بادٍ على ملامحها ، تعلوها نظرة مُلأت بوجعٍ عميق و مناجاة غريق ..
لكنها أبتْ الخضوع لمشاعر التملك ، و الأنانيّة ..
ابتسم ابتسامة الخاسر ، و لم تعرف ماهية عواطفها الحقيقية !
فلو أخبرته عن ظلمتها و ضبابها .. سيستغل هذه النقطة و يثير مشاعرها ..
و لو أخبرته بحقدها و حروقها .. سيبادرها بالبرود المعروف .. و هي لا تقوى على قول حرفٍ بعد يومها المشؤوم ..
غادرته بصمت العاجزين عن قول حقيقة العاشقين ، فالكرامة و الإهانة لا يجتمعان عند تقاطع خط المسير .
بقلمي شهد بكر ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك