يومي الأوّل .. بعد العزلة
(الجزء الثاني)
يومي الأوّل .. بعد العزلة (الجزء الثاني) |
كنت قد سألتكم في الجزء الأوّل إن كنت سألتقي به ..!
أعلم أنكم ستقولوا " لا " .. لكن دعوني أكمل حكاية يومي ))
ها قد وصلتُ و أخيراً .. بئساً .. قبحاً ..
لماذا ..لماذا لستَ هنا !!
حسناً , حسناً , حافظي على هدوئك .. سيأتي قريباً .. يأتي .. إنتظري فقط يا نفسي ..
وقف أمامي طفلٌ صغير , يقارب أن يكون في عامه السابع ,قدّم لي وردة , و قال : أرجوكِ .. خذي هذه الوردة ..
لا أحب الورد .. بل الياسمين ..
حاولتُ أن أجعله يذهب , يا لشدة حماقتي الغير |إنسانيّة| ..
صدمني بأنه قدّم لي مرةً أخرى وردة .. لا لا عيني تُخطأ .. إنها ياسمينة .. سعدتُ كثيراً .. شعرتُ أنك فعلتَ هذه الحركة لأجلي .. وبأنك ستظهر الآن كالأفلام ..و سأرتمي في أحضانك ..
تلفتُ لكل ما حولي .. لكنني لم أجدك ..
أغرقتْ عيناي بالدموع ,مرة ثانية .. لشدة عجزي .. و أخبرتُ الصبي دون وعٍ مني :
أريد فؤاده .. أريد رؤيته .. أريد حضنه .. أريد يده .. أريده .. أريده هو ..
نظر لي نظرةً عميقة , حاول بها فهم كلامي , فهم ما يحدث معي , فهم كلمة " مشاعر " .. يبدو بأنه إستطاع ترة الكلمات بلغته , فقال لي :
و أنا أريد العودة للمدرسة .. و لحضن أمي ..
لم أستطع كبح جماح ألمي .. و لا ألمه .. عانقته .. أخبرته بأنَّ يوماً ما سيعود كل شيء كما كان .. يوماً ما سيكون كل شيء على ما يرام ..
رغم يقيني التام .. بالعكس ..
ودعني هذا الصبي اللطيف ..
(( و تمنيتُ لو أنك معي .. نأخذه لمنزلنا .. و نقدّم له الرعاية الكاملة ))
خاب أملي تماماً ..
عدتُ أدراجي البائسة ,لأقف عند موقف الحافلة ..
و لكن أيضاً .. طال إنتظاري ..
أنت لا تدرك |مشاعر| الإنتظار .. كما لو أنه بركانٌ ملتهبٌ ..
يشتعل بداخله الحريق .. و أنت تنظر له بفراغ |العجز| ..
(( تمنيتُ لو أنك معي .. لكان السؤال المدّمر سيختفي .. متى سيحين موعد اللقاء ؟؟!! ))
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك