مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 09:55:00 م

شابٌّ  ينطوي العالم القديم... بين روحه
شابٌّ  ينطوي العالم القديم... بين روحه


 (( لنكمل ما حدث مع وتيني المنقطع اليتيم )) 


غادرت ، لكن خطواتي تراجعت ، و سألت الندال عنه ، فأجابني :

مع الأسف ..|مات |فجر هذا اليوم ..


و تلاشت الكلمات .. مات !!

شابٌ بكل هذا الصدق ، و كل هذه النضارة !! 

كيف لروحه أن تصعد هكذا ، فجأة ، و في لمح البصر !!


و كأنَّ النادل قرأ هذه التساؤلات في ملامحي ، فأكمل : 

كان مريض| سرطان الدم |..


يا الله !!!

لم تتحرك شفاهي البتة ، سرطان دم !!

خرجت من المقهى و كأنني صفعت بكفٍ عملاق .. بقوة المجرة .. 


كيف يمكنني أن أحدثه الآن !!

أريد أن أجيبه على| سؤاله اليتيم |!!

أريد أن أكَفِّر عن ذنب أنانيتي !!


و هطلت الأمطار ، رفعت رأسي نحو| السماء |، شعرتُ أنه يسمعني ، و لا يزال ينتظر إجابتي ..

كابرت ، أخفضت رأسي قائلة في نفسي :

حمقاء ، المطر ظاهرة كونية طبيعية ، لا علاقة لك بها ، ابقي هكذا ..

 تعيشين و للأبد مع خطاياك الجبلية ، و |ذنبك الأخير| ..


ثمَّ مرَّ صوته على مسمع روحي ، مع تلك اللمعة الصادقة ، و البحة الوفية : 

أرجوك .. أرجوك أجيبي ..


هذه المرة لم أرفع رأسي ، بل رفعت سقف |حزني |المنطبق على حياتي .. 

و تحررت دموعي من سجنها الأزلي ..


(( من ليالٍ طويلة الأرق ، كثيرة القلق ..


من ملايين الأقدام التي كسحت الياسمين ..


و ملايين البلاد التي احتلت مدن التفكير ..


من الغصات ، من الخذلان الذي هرس قلبي الطموح الحليم ..


من الارتجاف الذي جعل أيامي تتآكل ، و تتحول إلى رمادٍ أزرقٍ حزين ..


من التجارب القاتلة ، و بتر يدي اليمين ..


من .. من كلامك الذي سمعته كثيراً من قبلك ، و صار كأسطورة أليس في بلاد عجائب العاشقين ..


أسمعتني !!

قلت أنها ستكون| محاولتك الأخيرة |و إلى الأبد ، كان عليك قتلي ، كان عليك ضربي ، كان عليك حرقي ..


فقط لأخبرك .. و أسلمك قلبي .. قبل أن يموت معك .. و إلى الأبد ..





شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.