مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 07:29:00 م

 لو كان رجلا لقتلته


لو كان رجلا لقتلته
 لو كان رجلا لقتلته

الفتاة المشردة:

كانت تجوب الطرقات بحثا عن كسرة خبز، محاولة العثور على مأوى صغير يقيها من أمطار تنهمر لا ترحمها، برودة الشتاء القاسي قد ضم أضلعها وبدأ ينخر عظامها، راكضة في الأزقة ولا لباس يستر عفتها ولا حذاء يوقي أناملها الصغيرة من الجروح، باكية..مندفعة..قد اندمجت الدموع مع ماء المطر، كأنها جثة صغيرة ملقاة على الأرض، لا ينظر إليها إلا وكأنها عالة على نفسها وأهلها ومجتمعها، نعم...تلك الفتاة الصغيرة بنت العشر سنوات أضلت الطريق، مكسورة كعصفور بلا أجنحة، ذنبها أنها أتت خطأ إلى هذا العالم الموحش، تبا..الحياة ليست ناصفة..ليست عادلة..تبا.


فحوى القصة:

مما رأينا في هذه القصة الصغيرة أن هنالك فتاة في العشر سنين من العمر تجول الشوارع وليس لديها منزل أو حتى لقمة خبز، هذا |الفقر| المدقع نجده الآن كثيرا في مجتمعنا، غلاء المعيشة أصبح جزء من واقعنا ويتضخم يوما عن يوم، ربما أسباب الفقر كثيرة جدا ونتائجها مرعبة أكثر...لكن مهما ذكرت  من الأسباب فنحن لا ننكر أن هذه البلاد وصلت إلى مرحلة مخيفة، فمهما سعيت وسعيت وسعيت...ترى أنك ما زلت بحاجة بعد، تضخم هائل للأسعار، عدم وجود المراقبة، السيطرة على السوق من قبل بعض أشخاص....إلخ


أمعن النظر اليوم

 معظم شبابنا يرحلون ويشدون الرحيل لأي دولة المهم((ليس هنا))، والهجرة والجوازات لم تكن يوما واحدا خالية من البشر، الكل أراد الهجرة والغربة والبعد عن أهله وأصدقائه والأماكن التي يجد بها الحنية...لماذا؟!


المستقبل هنا قد مات 

ذهب مع ريح الحرب، قتله نفوس ضعيفة وشتته رؤس عويصة، تمزق من وراء التستر وانساب بواسطة التآمر، جوع في كل مكان، ضياع الأذهان بدون أمان، ياحسرتاه على أمتي...

شبابها خريف..دموعها بانهمار دائم..أقصى حلمها الغربة.


لم يكن الفقر يوماً عيباً على أحد

 وهو ليس معيار أي شخص، لمكانته الاجتماعية، أو نضع له تقيم، حسب ما يملك من المال، لكن تردّي الأوضاع التي نعيشها اليوم، جعلت منا أُناس همهم الوحيد كسب رزقهم، لا يفكرون بالأمور، إلّا على نحو مادي، بالدراسة..بالعمل..بالعلاقات..بأي جانب من جوانب الحياة.

إدراكنا أصبح مقيد بالمال، لا أقول أن المال ليس من أساسيات الحياة، لكن أن تذهب القيم السامية، التي تميزنا كبشر، ونضع مكانها المعيار المادي فقط، هو أمر مخيف، فوراء كل عمل هنالك أهداف سامية، سواء بالدراسة أو العلاقات أو العمل، إلخ...


لن نلوم أنفسنا على هذا المبدأ الذي يمشي عليه البعض، أو الكثير ، فربما أحوال البلاد فرضت ذلك، لكن لا نجعل من سلبيات الحرب، مستمرة حتى الآن، لنراجع أنفسنا، هل حقاً نبتعد عن إنسانيتنا شيئاً فشيئاً.


كما قال |سيدنا علي| رضي الله عنه:

لو كان الفقر رجلا لقتلته.



بقلمي أحمد القادري✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.