رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الثالث
رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الثالث |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول رحلة سريعة في علم النفس وأهميته..... لنتابع الحديث عن :
مدارس علم النفس :
5) المدرسة المعرفية (البنائية):
أسّسها الفرنسي |جان بياجيه| وقد نشأت رداً على المدرسة السلوكية فهي تعتمد على مراقبة الأطفال خلال فترة نموهم وتركّز على دراسة السلوك من ناحية معرفية بمراقبة العمليات العقلية من أجل معرفة كيف يبني الإنسان معارفه من خلال الإحساس والفهم والتذكر، فلا يكفي مراقبة ما يفعله الفرد بل يجب فهم لماذا يفعله وكيف يفعله، ساهمت هذه المدرسة بإلقاء الضوء على جانبٍ هامٍ جداً هو كيف نركّز على نمو التفكير عند الإنسان وخاصةً في مرحلة الطفولة.
6) المدرسة الإنسانية:
أسسها إنجيلز والقديس ماسلو الذي كشف عن حاجات الإنسان، وقد ركّزت هذه المدرسة على كيفية تحقيق الإنسان لذاته، فالإنسان خيّرٌ بطبيعته، يحب الخير، وهو مدفوع لفعل الخير، ولديه القدرة على اختيار مصيره، فهو يعرف قدراته ويعرف كيف يواجه الضغوطات، وتتمثّل الحاجات الأساسية عند الإنسان على شكل هرم، قاعدته تمثّل الحاجات التي تسمى حاجات مادية أو فيزيولوجية مثل الحاجة إلى الطعام والشراب وغيرها، يليها ما يسمى بحاجات الأمان كالشعور بالراحة النفسية والخلو من الضغوطات والاضطرابات، ثم يليها ما يسمى بالحاجات الاجتماعية كالزواج والصداقات وإنشاء العلاقات الاجتماعية وغيرها، وهناك أيضاً حاجةٌ لدى الإنسان إلى تقدير الذات من خلال ما يقوم به وذلك ما يدفعه لاحقاً إلى تحقيق الذات وهو قمة الهرم حيث يمكن للمرء عندها أن يقوم بحل مشاكله أو الإبداع في مجالٍ ما، فإذاً لا يمكن بحسب هذه المدرسة أن يحقق الإنسان ذاته ويبلغ مرحلة الإبداع إلا إذا انطلق من تلبية الحاجات الأساسية ثم تدّرج في صعود الهرم إلى قمته.
ساهمت كل مدرسة من هذه المدارس بوضع إحدى لبنات البناء العام لعلم النفس حيث ألقت كل مدرسة الضوء على جانبٍ هامٍ من جوانب علم النفس البشرية، ولابد من أخذ كل الآراء والنظريات والأطروحات التي أوجدتها كل مدرسة لتكوين صورةٍ شاملةً عن علم النفس وتطوراته وتداعياته المستقبلية بما يخدم مصلحة الإنسان وتحقيق مستقبلٍ أفضل له.
|الصحة النفسية|:
هي الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد وعقلية خالية من الاضطرابات. ومن وجهة نظر علم النفس فمن الممكن أن تتضمن الصحة النفسية قدرة الشخص على الاستمتاع بالحياة، وإيجاد توازن معين بين أنشطة الحياة ومتطلباتها لتحقيق ما يسمى بالمرونة النفسية، فالشخص الذي يعاني من اضطرابات في حالته النفسية السلوكية يواجه مشاكل عديدة، لعل أبرزها الإجهاد، والاكتئاب، والقلق ،ومشاكل في علاقاته مع الآخرين. يمكن للمرشدين والأطباء النفسيين ومن يمتلكون المعرفة الكافية أن يساعدوا في إدارة المخاوف الصحية السلوكية لدى الفرد عن طريق معالجتها بطرق متنوعة مثل جلسات العلاج، أو الاستشارة، أو المداواة. وتكمن أهمية الصحة النفسية في أن الحفاظ على صحة نفسية جيّدة مهم جداً لعيش حياةٍ هانئةٍ على عكس الصحة النفسية السيئة التي تعيق صاحبها من عيش حياةٍ أفضل والمساهمة الإيجابية في دوره في الحياة العامة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك