رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الأول
رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الأول |
ما هو |علم النفس|؟
توجد الكثير من التسميات والتعاريف لعلم النفس، ولكن يمكن وصفه باختصار بأنه العلم الذي يدرس سلوك الأفراد وما وراءه من دوافع وعمليات عقلية شعورية ولا شعورية بطريقة علمية لفهمه والتنبؤ به والسيطرة عليه.
ظهر علم النفس منذ عهد الإغريق الذين أطلقوا عليه اسم علم دراسة الحياة العقلية، ولكنه لم يتبلور كعلمٍ قائمٍ إلّا في القرن التاسع عشر ثم ازدهر وتطوّر في القرن العشرين.
|فروع علم النفس|:
يقوم علم النفس الحديث على فرعين أساسيين تنتج عنهما مجموعةٌ من الفروع الفرعية، هما:
1) الفروع النظرية الأساسية: ويندرج ضمنها:
• |علم النفس التجريبي|:
الذي يهتم بدراسة القدرات الإدراكية والحركية للإنسان، خاصةً الإدراك البصري والسمعي، والعمليات المعرفية المرتبطة بذلك الإدراك.
• |علم النفس الفيزيولوجي|:
ويهتم بالبحث عن العمليات والأسس الفيزيولوجية التي يقوم عليها السلوك ويرتبط بها.
• |علم النفس التطّوري|:
ويهتم بدراسة كل ما يطرأ على الإنسان من تغيرات خلال فترة حياته كلها.
• |علم النفس الاجتماعي|:
و يختص بدراسة تأثير الجماعة على سلوك الأفراد و دراسة سلوك الفرد ضمن الجماعة.
2) الفروع التطبيقية: ويندرج ضمنها:
• |علم النفس التربوي|:
الذي يهتم بتوظيف علم النفس في مجال التعليم والتحصيل الدراسي.
• علم النفس الصناعي والتنظيمي:
يقوم هذا الفرع بتطبيق أسس ومفاهيم علم النفس في مجال الصناعة والمنظمّات المختلفة لحل المشاكل المتعلقة بالعمل بهدف رفع الكفاءة الإنتاجية.
|مدارس علم النفس|:
لم يتبع جميع العلماء نفس الأسلوب في دراسة علم النفس بل كان لكلٍّ منهم أسلوبه الخاص وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المدارس في مجال علم النفس.
ولكن وللأسف فإن الكثير من الناس لا زالوا يخلطون بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية، فينظرون إلى الأمراض النفسية كأمراض عقلية معيبة، ومن يذهب إلى الطبيب النفسي يصفه الناس بالمجنون ويتجنبونه، ما يجعل الإنسان يتجنّب الذَّهاب إلى عيادات الطب النفسي وهذا ما يزيد من أعباء المجتمع ومشاكله النفسية التي قد تتطور إلى مشاكل إجرامية.
ظهرت عدة مدارس حاولت إلقاء الضوء على النفس البشرية وسبر أغوارها وتصنيف مشاكلها ومدى تأثير العوامل المحيطة على الاضطرابات النفسية وكيفية تحول تلك الاضطرابات إلى سلوكيات خاطئة أو ضارة للفرد والمجتمع، ومن أهم هذه المدارس: المدرسة التحليلية والمدرسة السلوكية والمدرسة الإنسانية والمدرسة البنيوية والمدرسة الوظيفية.
1) المدرسة البنيوية:
أسّسها الألماني وليم فونت في القرن التاسع عشر، وأكدت على بنية التجارِب الإنسانية، وتجزئة تلك التجارِب التي تتلازم مع مشاعر نابعة عن إحساس ما يتبعها سلوكيات معينة ومواقف محددة من الظروف التي يمر بها الإنسان.
فمثلاً قد يُبدي الإنسان سلوكاً عدائياً تجاه والده بسبب اعتقاده بأن والده يظلمه
وبعد فونت جاء جوستاف فخنر ليؤكد على التجارِب النفسية التي تولّد حركةً آليةً للنفس تساعد الإنسان في بناء خبراته وتجاربه وبالتالي بناء شخصيته.
2) المدرسة الوظيفية:
أسسها الأمريكي وليم جيمس الذي انتقد أطروحات فونت وبنى أفكاره على الأجزاء المختلفة للدماغ ووظيفة كلٍّ منها ومن هنا جاءت تسمية المدرسة الوظيفية التي ساهمت في تطوير علم النفس من خلال كشفها للعلاقة بين الخبرة والسلوك البشري، فالسلوك هو كافة النشاطات والاستجابات التي تصدر عن الكائن الحي نتيجة تفاعله مع البيئة المحيطة به، وبنتيجة هذا السلوك أو ذاك تتولّد لدى الإنسان خبرةٌ ما تنعكس بدورها على السلوك المستقبلي، فعندما يلمس الطفل المدفأة الساخنة سرعان ما سيدرك أنها قد تؤذيه وتؤلمه فيتجنّب لمسها مجدداً، فالتجربة التي خاضها الطفل نتجت عن سلوك معين وأدت إلى سلوك جديد.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك