مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/19/2021 05:46:00 م

رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الثاني

رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الثاني
رحلة سريعة في علم النفس وأهميته _ الجزء الثاني

استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول رحلة سريعة في علم النفس وأهميته..... لنتابع الحديث عن :


مدارس علم النفس

3) المدرسة التحليلية: 

أسسها الطبيب النمساوي |سيجموند فرويد| الذي كشف عن دور اللاشعور والغرائز في حياة الإنسان، فالإنسان يولد مع مجموعة من الغرائز مثل غريزة الموت التي تولّد العدوانية عند الإنسان، وغريزة الحياة، وهما غريزتان متصارعتان دوماً وتوجّهان السلوك الإنساني، وكذلك تؤكد هذه المدرسة على أهمية الخبرات المبّكرة في تشكيل شخصية الفرد وخاصةً في السنوات الخمسة الأولى من حياته التي تعتبر أخطر فترةٍ في حياته كلها، لأن كل ما يمر به الطفل من خبرات وتجارب سيختزنها في داخله بدون شعور وستفرغ تلك الخزنة محتوياتها في مرحلةٍ ما فيما بعد، وهذا سيولّد اضطراباً بين الشخصية الحالية للفرد والشخصية التي عاشها في طفولته. تعتمد هذه المدرسة على تعريض الإنسان للمثيرات ومراقبة ردة فعله والاستجابة التي سيبديها لهذه المثيرات كتعريضه لموقف مفاجئ غير مهيأ لمواجهته ومراقبة ما سيفعله، فمثلاً يمكن عرض صورة ما على مجموعةٍ من الأشخاص ثم سؤال كلٍّ منهم عما يشاهده في الصورة فعندما تكون الصورة واضحة سيراها الجميع كما هي ولكن لو كانت الصورة غير مفهومة فسيرى كل شخص شيئاً مختلفاً فيها، ومن الأفضل أن يقوم كل شخص بكتابة ما يراه لأن الكتابة تجعل الإنسان يتخلى عن حذره فيعبّر عما بداخله بشكل أفضل.  

 

4) المدرسة السلوكية: 

أسسها عالم الاجتماع الأمريكي |جون واطسون| الذي انتقد المدرستين البنيوية والوظيفية فقال بأنه لا يمكن دراسة ما لا يمكن رؤيته كالعقل والذكاء، وأسهم في تأسيسها أيضاً سوران دايك وسكينر وغيرهما، وقد ركّزت على دراسة السلوك القابل للملاحظة بطريقة علمية وعملية تعتمد على العلاقة بين المثير (المحفِّز) والمستجيب له، وقد تمّت الاستفادة كثيراً مما توصّلت إليه هذه المدرسة في تعليم الأطفال عن طريق الصور، وقد ساهمت هذه المدرسة في تطوير علم النفس وبخاصةٍ لدى الأطفال عبر مراقبة سلوكياتهم السوية وغير السوية، وتترافق سلوكيات الإنسان مع مبدأ يسمى التعزيز الذي يدرس المواقف التي قد تزيد من احتمال ظهور أو عدم ظهور سلوك معين لدى الفرد، فقد يكون التعزيز إيجابياً أو سلبياً حَسَبَ تأثيره، فمثلاً عند مكافأة الطفل نتيجة تفوقه في دراسته فهذا سيدفعه إلى مزيدٍ من التفوق، وعند معاقبته على فعلٍ ما فهذا سيمنعه من تكرار ذلك الفعل، مع ضرورة الانتباه إلى أن المكافأة والعقوبة يجب أن تتناسب مع العمل الذي قام به الشخص ولا يجب المبالغة فيها في كلتا الحالتين، ومن أشهر رموز هذه المدرسة العالم الروسي بافلوف الذي درس بعض المنعكسات لدى الكلاب ووصل إلى ما يسمى بالتعلّم الشرطي فالكلب الذي اعتاد أن يحصل على الطعام كلما سمع صوت الجرس أصبح لعابه يسيل عند سماعه صوت الجرس دون وجود طعام.

اقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.