فقراء بلغوا المجد .. (أينشتاين)
(الجزء الثاني)
فقراء بلغوا المجد .. (أينشتاين) - (الجزء الثاني) |
تنبؤاتٌ علميةٌ تُصيب وتُخطئ :
تكلّمنا في المقال السابق عن نشأة حياة |أينشتاين| , سنتعرّف في هذا المقال النظريّة النسبيّة لإينشتاين .
- لعلَّ من أهم ما يميز أينشتاين ويجعله عالماً نادراً، هو تنبؤاته التي ثبتت |صّحة| بعضها فيما بعد، فقد تنبأ بأن |الجاذبيّة| عبارةٌ عن موجاتٍ يمكن الاستدلال عليها من خلال تأثيراتها على الأجرام الفضائيّة، وقد أمكن فعلاً رصد تلك الموجات في عام 2015 فثبتت صحة هذا التنبؤ، كذلك تنبأ أينشتاين بإستحالة قياس سرعة الجسيمات الدقيقة وفق |الحركة البراونيّة| ، ولكن تنبؤه هذا كان خاطئاً، ومن تنبؤاته الخاطئة أيضاً انه صرّح باستحالة القدرة على شطر الذرة باستخدام القذائف النيوترونيّة، فهذا ما فعله العلماء عند اختراع القنبلة النوويّة، ولكن تنبؤه الأشهر كان بإعلانه عن ضرورة وجود ما نسميه اليوم بالثقوب السوداء.
نظريّة النسبيّة الخاصّة :
- نشر أينشتاين ورقة بحث سنة 1905 تحت عنوان "الكتروديناميك الأجسام المتحركة"، تحدّث فيها عن الترابط بين الزمان والمكان، مستخدماً مصطلحاً جديداً يسمى الزمكان، كذلك أثبت أينشتاين بأن |الضوء| موجاتٍ كهرطيسيةٍ لا تحتاج إلى وسطٍ مادي لتنتشر فيه، وبأن سرعة الضوء ثابتة في جميع جمل المقارنة، وعندما يتحرك الجسم بسرعةٍ قريبةٍ من سرعة الضوء، فإن الزمن سيتمدد بالنسبة له، بينما سيتقلص الطول، كما صاغ قوانيناً جديدةً للحركة تعتبر أكثر دقةً من قوانين |نيوتن| التي لا تصلح لوصف السرعات الفائقة التي تقترب من سرعة الضوء. ولكن أشهر جزءٍ في نظرية النسبية الخاصّة هو ما يقول بأن المادة و |الطاقة| متكافئتان كأنهما وجهان لعملةٍ واحدة، فمن الممكن أن تتحول الطاقة إلى مادة وبالعكس، ووضع قانونه الشهير الذي يقول بأن طاقة الجسيم تساوي جداء كتلته في مربع سرعة الضوء، وهي المعادلة التي أدت إلى إكتشاف |الطاقة النوويّة| وإختراع القنبلة الذرية. كما أثبت بأن طاقة أي جسم هي مجموع طاقته السكونية وطاقته الحركية.
نظرية النسبيّة العامّة :
- عمل أينشتاين على هذه النظرية لعدة سنوات، حتى أعلنها عام 1915، وهي تشرح وتفسّر ظاهرة التجاذب بين الأجسام، فقد رأى بأن تلك الجاذبية تنتج عن انحناءٍ ما في نسيج الزمكان بسبب وجود الجسم، وهذا تفسيرٌ مخالفٌ لما جاء به نيوتن، ولكنه أصبح التفسير الأقرب إلى الواقع، وقد أثبتت هذه النظرية صحتها بالكثير من الدلائل اللاحقة. فبفضل هذه النظرية أكّد أينشتاين على ضرورة وجود أجرام فضائية ذات جاذبية عالية تمتص كل ما يقترب منها .
- تبيّن بعد ذلك بأن فرضيته صحيحة عند إكتشاف الثقوب السوداء، أمّا ما تنبأ به أينشتاين، ويبدو جنونياً جداً، ولا زال بعيداً عن نفيه أو اثباته، فهو حقيقة وجود الثقوب الدودية، التي تفتح جسوراً في الزمكان تسمح بالسفر عبر الكون بسرعةٍ فائقة، لأنها تنقل المسافر من نقطة في |الفضاء| إلى نقطة أخرى، وقد توقّع بعض العلماء بأن تكون |الثقوب السوداء| بوابةً إلى عوالم أخرى، أو أكوانٍ أخرى، ولكن فعلياً أي شيء يسقط في جاذبية الثقب الأسود سينهار ويتلاشى بسبب الجاذبية الهائلة حتى قبل وصوله إلى الثقب الأسود نفسه.
تابع معنا في المقال التالي ..سنتعرّف عن دور أينشتاين في صناعة القنبلة الذريّة .
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك