مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/02/2021 11:23:00 ص

رحلة في أعماق خلايانا

رحلة في أعماق خلايانا 

 الخلية و الهندسة الوراثية:

بما أن |الخلية| الواحدة تحتوي بداخلها على| الحمض النووي| الذي يحمل جميع مواصفات الكائن الحي فإنه من الممكن تعديل تلك المواصفات من خلال تعديل الحمض النووي للخلية.

يتألف الحمض النووي المسمى DNA من شريطين مزدوجين من| الأحماض الأمينية| المتقابلة وهي عبارة عن أربعة أحماض مرتبة ومتكررة بطريقة فريدة تجعل لكل كائن حي شيفرة وراثية خاصة به لا يمكن أن تتكرر حتى عند |التوائم|.

عند حدوث أي تغيير بسيط في ترتيب الأحماض الأمينية يحدث ما يسمى بالطفرات التي تؤدي لظهور صفات جديدة في| الكائن الحي|.

نفس هذا المبدأ هو ما تعتمد عليه جميع أنواع |السرطانات| وحتى بعض أنواع |الفيروسات| التي تهاجم |الخلايا| وتغير في أحماضها النووية.

تعتمد فكرة الهندسة الوراثية على :

تغيير جزء محدد من الحمض النووي للخلية بحيث تتغير صفة محددة أو أكثر.

تمكن |العلماء| من اكتشاف الصفات المرتبطة بمعضم أجزاء الحمص النووي فوجدوا بأن كل جزء من الـ| DNA |مسؤول عن صفة محددة ولذلك أطلقوا على كل جزء اسم |جينوم|، 

فإذا تمكنوا بطريقة ما من نزع جينوم مسوؤل عن صفة معينة واستبداله بآخر فإن تلك الصفة سوف تتغير، وكذلك إذا استطعنا تحديد الجينوم المسؤول عن| مرض وراثي| ما واكتشفنا الخلل الذي أصابه فيمكن عندها اصلاح ذلك الخلل وعلاج المرض.

ولكن أبعاد الحمض النووي صغيرة جداً بحيث لا يمكن الوصول إليها بطرق تقليدية، ولذلك بقيت |الهندسة الوراثية| مجرد كلام نظري لوقتٍ طويل حتى اكتشف العلماء نوعاً من| الأنزيمات| وظيفتها هي قص شريط الحمض النووي ووصله ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة فلم يكن ممكناً التحكم بها لإجبارها على قص الجزء الذي يريدونه،

 ولذلك لجأ العلماء إلى تطبيق الهندسة الوراثية على| البكتيريا| حتى تم اكتشاف نوع من |الفيروسات| يتطفل على البكتيريا ويحقنها بمادته الوراثية التي تتشابك مع المادة الوراثية للبكتيريا وتجبرها على إنتاج أعداد كبيرة من الفيروس حتى تمتلئ الخلية بالفايروسات فتنفجر الخلية وتخرج منها الفايروسات الجديدة وتهاجم خلايا أخرى وهكذا.

هذا العمل مشابه تماماً لما يفعله| فيروس الإيدز| الذي يهاجم| كريات الدم البيضاء| ويجبرها على صنع المزيد منه، ولكن الجيد في هذا الأمر أن العلماء توصلوا لطريقة جديدة بجعل الفيروسات تحقن الجينات المطلوبة في المكان المطلوب من الحمض النووي وبهذا بدأت الرحلة الفعلية للهندسة الوراثية 

ولكنها واجهت بعض التحديات منها:

1) الخلايا المناعية في الجسم ستعتبر الفيروس عدواً ممرضاً وستهاجمه وقد تمنعه من الوصول وتحقيق هدفه.

2) قد يقوم الفيروس بحقن الجينات في مكانٍ خاطئ ما قد يحدث كارثة حقيقية.


ولكن وبملاحظة رد فعل البكتيريا وطريقة تصرفها عند مهاجمتها من قبل الفايروس 

فقد أمكن التغلب على تلك التحديات:

فعند مهاجمة الفايروس للبكتيريا فإنها تحاول جاهدة الدفاع عن نفسها وفي حال فوز البكتيريا فإنها تنسخ جزءاً من الحمض النووي للفايروس وتحتفظ به لكي تستطيع التعرف على الفايروس لو هاجمها مرة أخرى 

وعندها سيقوم |أنزيم| خاص بقص المادة الوراثية للفايروس ويزيلها من المادة الوراثية للخلية البكتيريا 

وهذا هو تماماً ما كان| العلماء| يبحثون عنه،

 فهذا الأنزيم يقص الحمض النووي في مكان واحد فقط و إذا تمكنا من أخذ هذه الأنزيمات وتزويدها بنسخة عن الجينوم المطلوب قصه من الحمض النووي للإنسان وحقناها داخل الخلايا فإنها ستؤدي الغرض المطلوب منها تماماً وتتخلص من الجينوم المطلوب التخلص منه.

عرفت هذه التقنية باسم تقنية| كريسبر |وقد أدت للتغلب على بعض الأمراض مثل| سرطان الدم| ، ومن المتوقع التوسع والإنتشار بهذه التقنية سريعاً خاصةً باستخدام التقنيات النانوية 

وبعد أن تمكن أحد العلماء من تصنيع جزء من الحمض النووي فالمستقبل يبدو واعداً.

إذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقائك.


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.