فقراء بلغوا المجد .. (أينشتاين)
(الجزء الثالث)
فقراء بلغوا المجد .. (أينشتاين) - (الجزء الثالث) |
موجات الجاذبيّة :
تكلّمنا في المقال السابق عن النظريّة النسبيّة الخاصّة لأينشتاين . سنتكلّم الآن عن موجات الجاذبيّة ودور أينشتاين في صناعة القنبلة الذريّة.
- توقع أينشتاين عام 1916 وجود موجاتٍ ناتجةٍ عن انحناء الزمكان، أسماها الموجات الثقالية، وقال بأنها السبب وراء التأثير المتبادل بين كتلتين، وقد أمكن اثبات ذلك التوّقع نظريّاً في سبعينيات القرن الماضي أثناء مراقبة نجمين نيوترونيين يدوران حول بعضهما البعض، ولكن الرصد الحقيقي الذي اعتبر الدليل القاطع على وجود موجات الجاذبية كان في عام 2015.
أينشتاين في الولايات المتحدّة الأمريكيّة :
- بعد وصول |أدولف هتلر| إلى سدة الحكم في |المانيا| عام 1933، وإعلانه موقفه من اليهود، إزدادت كراهية الوسط العلمي لأينشتاين، كما حاول الكثير من العلماء التقليل من شأنه والتشكيك بإنجازاته، فهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة التي منحته إقامةً دائمة، فعمل في معهد الدراسات المتقدمة التابع لجامعة برينستون، وكتب في عام 1939 رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت لينبهه فيها إلى ضرورة الإسراع في صنع القنبلة النووية قبل |النازيين|.
دور أينشتاين في صناعة القنبلة الذرية :
- ذكرنا سابقاً بأن قانون الطاقة الذي إكتشفه أينشتاين كان له دوراً كبيراً في إكتشاف |الطاقة| النووية وإنتاج القنبلة الذرية، كما ذكرنا بأن أينشتاين كتب خطاباً يحثُّ فيه الرئيس روزفلت على ضرورة سبق الألمان إلى إمتلاك القنبلة الذرية، ولكن أينشتاين أعلن صراحةً بأنه نادمٌ على كتابة ذلك الخطاب، وبأنه كان يخشى من مخاطر إمتلاك النازيين لذلك السلاح المدمر على أوروبا والعالم، ولو كان يعلم بأن الألمان لن ينجحوا في صنع تلك القنبلة لما كتب ذلك الخطاب، وبأنه لم يشترك مباشرةً في إنتاج القنبلة الذرية، ولكن الحقيقة أن معظم العلماء المعنيين بإنتاج القنبلة الذرية كانوا قد هاجروا إلى |الولايات المتحدة الأمريكية| من |ألمانيا|، حاملين معهم كل معرفتهم بالإنشطار النووي، ما مكّن الولايات المتحدة مع كل إمكاناتها المادية و العلمية من تصنيع القنبلة الذرية واستخدامها ضد اليابانيين مرتين، لتجبرهم على الإستسلام، ما أدى إلى هزيمة الألمان وإنتهاء |الحرب العالميّة الثانيّة|. وتبقي الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن الدولة الوحيدة التي إستخدمت القنيلة الذرية.
رحيل المعجزة:
- في الثامن عشر من شهر نيسان من عام 1955، توفي العالم الأكثر شهرةً وألقاً في |التاريخ| حتى الآن، تاركاً وراءه إرثاً علمياً هائلاً، وكانت وفاته بسبب نزيفٍ داخلي نتج عن تمدد |الأوعية الدمويّة| في الشريان الأورطي، وبعد وفاته تم تشريح جثته لإكتشاف سر عبقريته، كما تم الإحتفاظ بدماغه داخل جرةٍ عند الطبيب الشرعي توماس هارفي، ثم أُحرق جثمانه ونثر رماده في مكانٍ غير معلوم , أما مسودات أعماله ومراسلاته فقد أوصى أينشتاين بحفظها في الجامعة العبريّة في |القدس|، كما أوصى بنقل حقوق إستخدام إسمه وصورته إلى تلك الجامعة.
إذا وجدت ما أفادك وأمتعك فشاركنا ولو بتعليق.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك