مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/18/2021 07:52:00 م

 نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الثاني 



نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الثاني
 نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الثاني 

استكمالا لما تكلمنا عنه سابقا حول  نظرية الأوتار وتداعياتها ......


|نظرية الأوتار|


ماذا تقول نظرية الأوتار؟

ظهرت نظرية الأوتار عام 1984 على يدي العالمين |مايكل غرين| و|جون شوارتز| وتنص على أن جميع |الجسيمات الدقيقة| في الطبيعة تتكون من أوتار مغلقة أو مفتوحة وهي تهتز بشكلٍ دائم، ولكل اهتزاز محدداته الخاصة من تردد وسعة ونمط، فعندما تهتز هذه الأوتار وفق محددات معينة فإنها تنتج نوعاً محدداً من الجسيمات.ورغم غرابة هذا الطرح إلا أنه لاقى قبولاً كبيراً بين العلماء لأنه يحل الكثير من المشاكل وخاصةً مشكلة تلك النتائج غير المعقولة التي تعطيها المعادلات الرياضية سابقة الذكر.


ولكن كيف يمكن رصد هذه الأوتار؟


نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الثاني
نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الثاني


إن أبعاد هذه الأوتار صغيرة جداً فهي من مرتبة مسافة بلانك والتي هي أصغر مسافة يمكن وجودها في الكون (-35^10  متر)  ولذلك فلا يمكن رصدها بأي طريقة معروفة.

في عام 1996 قام العالم  |إد ويتين| الذي يعتبره البعض أذكى البشر على الإطلاق بإحداث قفزة كبيرة في نظرية الأوتار فقال إن نظرية الأوتار هي في الحقيقة مكونة من خمسة نظريات مختلفة وكل نظرية منها تمثل وجهاً مختلفاً للنظرية الأساسية التي أسماها النظرية M والتي لا تزال غير واضحة وغير مكتملة ولكن عدم اكتمالها لا يعني خطأها فكل الدلائل تؤكد على وجود هذه النظرية.

الغريب في نظرية الأوتار أنها تفترض وجود عشرة أبعاد للفضاء وليس أربعة فقط وهي لا تعطي الحلول المرجوة منها إلا بوجود تلك الأبعاد ولكنها تقول بأن تلك الأبعاد تتكور على بعضها عند المسافات الصغيرة جداً وتختفي و بالتالي لا يمكن رصد تلك الأبعاد ولكنها يجب أن تكون موجودة.


المشكلة الكبيرة لهذه النظرية أنها تحتوي على الكثير من السلبيات مثل:

1) لا يمكن كشف تلك الأوتار بأي طريقة ممكنة.


2) إن توحيد كل القوى الطبيعية الذي تفترضه هذه النظرية لا يمكن حدوثه إلا عند سويات عالية جداً من الطاقة وهذه السويات لا يمكن الوصول إليها بواسطة أي شكل من أشكال المسرّعات المعروفة حتى الآن.


3) جميع التنبؤات التي تطرحها هذه النظرية لا يمكن التحقق منها وإخضاعها للتجربة والقياس، ولذلك يعتبر الكثير من العلماء بأن هذه النظرية غير علمية أصلاً لأنها لا تخضع لقواعد البحث العلمي.


4) تفترض هذه النظرية وجود جسيمات فائقة التناظر بمعنى أن لكل جسيم في الطبيعة جسيم نظير فمثلاً نظير الإلكترون يسمى |سيليكترون| الذي يحمل جميع خصائص الإلكترون ولكنه يختلف عنه في الكتلة، ولكن لم يتم العثور على تلك النظائر المزعومة حتى الآن، وحتى لو ثبت وجود هذه النظائر فذلك لا يثبت صحة النظرية.


5) عند حل المعادلات التي تقدمها نظرية الأوتار لاستخراج الحلول والكميات الفيزيائية المطلوبة نجد بأنها تقدم  500^10 حل وكل حل يمثل كوناً محتملاً ولكن ليس هناك أي حل من تلك الحلول يمثل كوننا. 


ما هي إيجابيات نظرية الأوتار؟

تعطي هذه النظرية طرقاً مختلفة للربط بين مجالات الفيزياء و الرياضيات التي تبدو مختلفة عن بعضها البعض مثل الجاذبية و الكهرباء ولذلك هي نظرية يرغب العلماء بأن تكون صحيحة لأنها ستحل لهم الكثير من المشاكل.


في الختام من المفيد أن نطرح نص المقولة التي قالها إد ويتين لتلخيص رأيه في نظرية الأوتار:

" بالنسبة لي، فإنه من المستحيل أن تعثر البشرية بالصدفة على مثل هذا الهيكل المذهل الذي يلقي الكثير من الضوء على نظرياتٍ فيزيائيةٍ راسخة وعلى العديد من فروع الرياضيات المختلفة، ولدي ثقة بأن المشروع العام يسير على الطريق الصحيحي لكنني لا أدعي أن هذه الحجة التي قدمتها مقنعةٌ علمياً".


لطفاً شارك الموضوع مع أصدقائك.

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.