نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الأول
نظرية الأوتار وتداعياتها - الجزء الأول |
نظريات فهم المادة والذرات:
كثيرة هي النظريات التي حاولت فهم المادة و مكوناتها ولكن النظرية الصحيحة التي يقبلها جميع العلماء وحتى عامة الناس هي أن المادة بكل أشكالها تتكون من ذرات، وكل ذرة هي عبارة عن نواة من البروتونات والنيوترونات ويدور حولها مجموعة من الإلكترونات، وتختلف الذرات عن بعضها البعض بعدد هذه الجسيمات الدقيقة التي تحتويها كل ذرة.
كل ذلك الحديث لا يختلف عليه اثنان ولكن المثير للجدل هو طبيعة ومكونات هذه الجسيمات الدقيقة، فهل هي أصغر مكونات المادة أم أنها تتكون من جسيماتٍ أصغر منها؟
يعتقد معظم العلماء بأن تلك الجسيمات الدقيقة تتكون بدورها من جسيماتٍ أصغر أطلقوا عليها اسم الكواركات، ولكن توجد الكثير من الظواهر التي جعلتهم يفكرون أكثر في ذلك، وخاصة عندا تبين بأن الجسيمات الدقيقة تتصرف كالأمواج ما يجعلها ذات طبيعة مزدوجة.
تعتبر نظرية الأوتار من أشهر النظريات الحديثة ومن أكثر النظريات التي تثير الجدل بين العلماء و مختلف فئات الناس وذلك لأنها تطرح أفكاراً جديدة كلياً ضمن إطارٍ أنيقٍ وهي طموحةٌ جداً وذات أبعادٍ عميقةٍ جداً، فهي تطمح إلى توحيد جميع القِوَى العاملة في الطبيعة بقوة واحدة.
القوى الطبيعية الأساسية:
يصنف العلماء جميع القوى العاملة في الطبيعة بأربعة قوى أساسية هي: القوة الكهرطيسية، القوة النووية الضعيفة، القوة النووية القوية، و قوة الجاذبية.
قديماً كان مفهوم القوة الكهربائية لدينا منفصل تماماً عن مفهوم القوة المغناطيسية حتى جاء العالم ماكسويل وأثبت بأنهما وجهان لعملة واحدة فتم توحيد هاتين القوتين بقوة واحدة تسمى القوة الكهرطيسية.
اكتشاف العلماء:
و بعد منتصف القرن العشرين تمكّن مجموعة من العلماء ومنهم الباكستاني محمد عبد السلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء من توحيد القوة الكهرطيسية مع القوة النووية الضعيفة و أثبتوا أنهما قوة واحدة أسموها القوة الكهروضعيفة.
بعد ذلك بعدة سنوات ظهر نموذج علمي جديد يدعى النموذج العلمي المعياري و هو يوحد القوة الكهروضعيفة مع القوة النووية القوية وتنبأ بضرورة وجود جسيمات في الطبيعة تثبت بأن جميع تلك القوى هي في الحقيقة تنبع من قوة أساسيةٍ واحدة وقد تم فيما بعد اكتشاف تلك الجسيمات في المسرعات الكبيرة فثبت لدى العلماء بأن جميع القوى السابقة ما هي إلا قوة واحدة في أساسها.
أما قوة الجاذبية فبقيت مستقلة رغم جميع محاولات العلماء ومنهم أينشتاين لتوحيدها مع بقية القوى، وذلك بسبب الفارق الكبير بين طبيعة الجاذبية كما تصفها نظرية النسبية العامة وبين النموذج المعياري الذي وحّد جميع القوى الأخرى، وكذلك تبين بأن المعادلات الرياضية التي تصف القوى التجاذبية بين الجسيمات الدقيقة القريبة جداً من بعضها تعطي نتائج غير معقولة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك